medicalirishcannabis.info
انطلق مسلم بن عقيل(ع)من(مكة)متوجهاً إلى(العراق) في الخامس عشر من شهر رمضان سنة(60هـ)،ويصحبه دليلان يدلانه الطريق كان الوقت صيفاً ورمال الصحراء ترمي بشررها وظمئها الركب الزاحف نحو الكوفة. مرت بالركب أهوال ومخاطر ومتاهات كان أشدها على مسلم بن عقيل(عليه السلام) هو أن الدليلين اللذين كانا معه ضلا طريقهما ، فنفذ الماء وماتا من العطش تعذر على مسلم ( عليه السلام) حمل الدليلين فتركهما وسار حتى اكتشف الطريق ، ولاحت له منابع الماء فحط رحاله وهو منهك من التعب. ثم واصل السير نحو الكوفة حتى دخلها في الخامس من شهر شوال من نفس السنة ، فنزل دار ( المختار بن أبي عبيدة الثقفي)،واتخذها مقراً لعمله السياسي في الكوفة. شهادة مسلم بن عقيل(ع). ومنذ وصول مسلم بن عقيل ( عليه السلام) إلى الكوفة ، أخذ يعبئ أهلها ضد حكم يزيد ويجمع الأنصار ، ويأخذ البيعة للإمام الحسين ( عليه السلام) ، حتى تكامل لديه عدد ضخم من الجند والأعوان ، فبلغ عدد مَن بايعه واستعد لنصرته ثمانية عشر الفاً ، كما ورد في كتاب ( مروج الذهب). لم تكن مثل هذه الأحداث لتخفى على يزيد وأعوانه ، إذ كتب عملاء الحكم الأموي رسائل كثيرة إلى السلطة المركزية ، نقتطف لكم ما جاء في أحد تلك الرسائل: "أما بعد فإن مسلم بن عقيل قد قدِم الكوفة ، وبايعته الشيعة للحسين بن علي بن أبي طالب ، فإن يكن لك في الكوفة حاجة فابعث إليها رجلاً قوياً ، ينفذ أمرك ويعمل مثل عملك في عدوك ، فإن النعمان بن بشير رجل ضعيف أو هو يَتَضَعَّف ".
في مثل هذه الأيام الحزينة استشهد سفير الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) غدراً وفتكاً.. بطل من أبطال الهاشميين ذو النسب الشريف والحسب الرفيع، ابن عمّ الإمام الحسين(ع) في مثل هذه الأيام الحزينة استشهد سفير الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) غدراً وفتكاً.. مقتل مسلم بن عقيل. فمن منا لا يعرف قصة هذا البطل الهاشمي فإلي محبيه نرفع أسمى أيات العزاء وإلى صاحب العصر والزمان الإمام المفدى المهدي المنتظر (عج) وإلى سماحة الإمام الخامنئي وإلى المسلمين جمعياً.. مسلم بن عقيل بطل هاشمي: بطل من أبطال الهاشميين ذو النسب الشريف والحسب الرفيع، ابن عمّ الإمام الحسين سلام الله عليه وسفيره إلى أهل الكوفة. اختاره الإمام سلام الله عليه سفيراً من قِبَلِه إليهم بعد أن تتابعت كتبهم ورسائلهم – كالسيل – إلى الإمام وهي تحثّه على المسير والقدوم إليهم لإنقاذهم من ظلم الأمويين وعنفهم وإستهتارهم بالدين فرأى الإمام سلام الله عليه – قبل كل شيء – أن يختار سفيراً له يعرّفه بإتجاهاتهم، وصدق نياتهم، فإن رأى منهم نيّة صادقة، وعزيمة مصممة فيأخذ البيعة منهم، ثم يتوجّه إليهم بعد ذلك، وقد إختار لسفارته ثقته وكبير أهل بيته، والمبرَّز بالفضل فيهم مسلم بن عقيل، وهو من أفذاذ التأريخ، ومن أمهر الساسة، وأكثرهم قابلية على مواجهة الظروف، والصمود أمام الأحداث، وعرض عليه الإمام سلام الله عليه القيام بهذه المهمة.
وصوله إلى الكوفة: وصل مسلم (عليه السلام) الكوفة، في الخامس من شوال 60 هـ، فنزل في دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي، وأقبلت الناس تختلف إليه، فكلّما اجتمع إليه منهم جماعة، قرأ عليهم كتاب الإمام الحسين (عليه السلام)، وهم يبكون، وبايعه الناس، حتّى بايعه منهم ثمانية عشر ألفاً. قصة مسلم بن عقيل (ع) - منتدى الكفيل. كتابه إلى الإمام الحسين (عليه السلام): كتب مسلم (عليه السلام) كتاباً من الكوفة إلى الإمام الحسين (عليه السلام)، جاء فيه: (أمّا بعد، فإن الرائد لا يكذب أهله، وأن جميع أهل الكوفة معك، وقد بايعني منهم ثمانية عشر ألفاً، فعجّل الإقبال حين تقرأ كتابي هذا، والسلام) (4). ما كتبه عملاء الحكم الأموي عن تحركه: أرسل العملاء إلى يزيد رسائل تخبره عن مجيء مسلم (عليه السلام) منها: (أمّا بعد، فإنّ مسلم بن عقيل قد قدِم الكوفة، وبايعته الشيعة للحسين بن علي بن أبي طالب، فإن يكن لك في الكوفة حاجة فابعث إليها رجلاً قوياً، ينفّذ أمرك، ويعمل مثل عملك في عدوّك، فإنّ النعمان بن بشير رجل ضعيف أو هو يَتَضَعَّف) (5). إرسال ابن زياد إلى الكوفة: كتب يزيد بن معاوية رسالة إلى واليه في البصرة، عبيد الله بن زياد، يطلب منه أن يذهب إلى الكوفة، ليسيطر على الوضع فيها، ويقف أمام مسلم (عليه السلام) وتحرّكاته.
وبالفعل حدث ذلك بعد مقتل الإمام الحسين ( عليه السلام) حيث تحول دمه ودماء أهل بيته إلى شعار سياسي وقوة محركة ضد الحكم الأموي. فقامت ثورة التوابين الذين رفعوا شعار التوبة والتكفير عن تخلفهم من نصرة الحسين (عليه السلام). وكذلك قامت ثورة المختار بن عبيدة معلنة شعار ( يالثارات الحسين) ، وظلت هذه الحركات تـقوّض كيان الحكم الأموي ، حتى زال في عام ( 132هـ).
ما نظمه الشعراء في مظلوميته: 1ـ قال عبد الله بن الزبير الأسدي: إذا كنت لا تدرين ما الموت فانظري* إلى هاني بالسوق وابن عقيل إلى بطل قد هشم السيف وجهه* وآخر يهوي من طمار قتيل ترى جسداً قد غيّر الموت لونه* ونضح دم قد سال كلّ مسيل (6). 2ـ قال السيّد باقر الهندي: سقتك دماً يابن عمّ الحسين* مدامع شيعتك السافحه ولا برحت هاطلات الدموع* تحييك غادية رائحه لأنّك لم ترو من شربة* ثناياك فيها غدت طائحه رموك من القصر إذ أوثقوك* فهل سلمت فيك من جارحه تجرّ بأسواقهم في الحبال* ألست أميرهم البارحه أتقضي ولم تبكك الباكيات* أما لك في المصر من نائحه لئن تقض نحباً فكم في زرود*عليك العشية من صائحه (7). ـــــــــ 1ـ أُنظر: معجم رجال الحديث 19 / 165، أعيان الشيعة 1 / 591. 2ـ الأمالي للشيخ الصدوق: 191. 3ـ الإرشاد 2 / 39. 4ـ مثير الأحزان: 21. اولاد مسلم بن عقيل. 5ـ الإرشاد 2 / 42. 6ـ مثير الأحزان: 26. 7ـ أبصار العين: 87. بقلم: محمد أمين نجف.