medicalirishcannabis.info
وكذا رواه ابن مردويه من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني ، عن نصير بن زياد الطائي ، عن صلت الدهان ، عن حامية بن رئاب ، عن سلمان به. وقال ابن أبي حاتم: ذكره أبي ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، حدثنا نصير بن زياد الطائي ، حدثنا صلت الدهان عن حامية بن رئاب قال: سمعت سلمان وسئل عن قوله: ( ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا) قال: هم الرهبان الذين هم في الصوامع والخرب ، فدعوهم فيها ، قال سلمان: وقرأت على النبي صلى الله عليه وسلم ( ذلك بأن منهم قسيسين [ ورهبانا]) فأقرأني: " ذلك بأن منهم صديقين ورهبانا ". فقوله: ( ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون) تضمن وصفهم بأن فيهم العلم والعبادة والتواضع
د. محمد المجالي حين ينطق القرآن بالحقيقة ينبغي أن يكون الاستسلام المطلق لها، خاصة إن كان النص واضحا في دلالته، بل تعضده نصوص أخرى، بل تبينه وقائع عملية تاريخية، إنْ في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، أو في تاريخنا القديم والمعاصر، وإن استدعت الظروف استثناء فلا يجوز أن يبقى هو الأصل، بل مرحلة عابرة ينبغي التخطيط لما بعدها، هذا إن كنا أهل مسؤولية حقيقية، وإن كنا نحسب للأمور حساباتها الصحيحة الواقعية.
وهذا هو الإيمان على الحقيقة، الذي وجدت ثمرته والمقصود منه، وأهل هذا الوصف هم الذين كتب الله في قلوبهم الإيمان أي: رسمه وثبته وغرسه غرسا، لا يتزلزل، ولا تؤثر فيه الشبه والشكوك. وهم الذين قواهم الله بروح منه أي: بوحيه، ومعونته، ومدده الإلهي وإحسانه الرباني. وهم الذين لهم الحياة الطيبة في هذه الدار، ولهم جنات النعيم في دار القرار، التي فيها من كل ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، وتختار، ولهم أكبر النعيم وأفضله، وهو أن الله يحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا، ويرضون عن ربهم بما يعطيهم من أنواع الكرامات، ووافر المثوبات، وجزيل الهبات، ورفيع الدرجات بحيث لا يرون فوق ما أعطاهم مولاهم غاية، ولا فوقه نهاية. لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود. وأما من يزعم أنه يؤمن بالله واليوم الآخر، وهو مع ذلك مواد لأعداء الله، محب لمن ترك الإيمان وراء ظهره، فإن هذا إيمان زعمي لا حقيقة له، فإن كل أمر لا بد له من برهان يصدقه، فمجرد الدعوى، لا تفيد شيئا ولا يصدق صاحبها " انتهى.