medicalirishcannabis.info
منذ أن خلق الإنسان على هذه الأرض، وهو يتعلم ويسعى جاهدا للحصول على المعرفة؛ وذلك لتفسير الظواهر المحيطة به، وللتوصل إلى حقائق ومبادئ تمكنه من الاستمرار في الحياة، وقد حث الإسلام على طلب العلم والمعرفة، وقد جعل ذلك فريضة على كل مسلم ومسلمة؛ وذلك لأهمية وفائدة العلم في حياة الفرد، ودوره الفاعل في تطوير المجتمع ونموه. اهتم الإسلام بالعلم اهتماما كبيرا، فحث رسولنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- على طلب العلم، وكان يعلم المسلمين علوم الدين، وورث من بعده الصحابة ذلك، فكانوا يجتمعون داخل المساجد وبيوت الصحابة لتفقيه الناس في أمور دينهم، ومن أبرز العلوم التي كانوا يتدارسوها علوم القرآن الكريم، وكانوا يقومون بتحرير أسرى الحروب بشرط تعليم أبناء المسلمين القراءة والكتابة، وقد قام الخلفاء بعد ذلك ببناء التكايا والمدارس بهدف التعليم، وخير مثال على ذلك مسجد عمر بن العاص الذي كان بمثابة جامعة في دراسة الفقه، والمدرسة الصلاحية التي أنشأها صلاح الدين الأيوبي. ولعل أبرز ما كان يميز مدراس صلاح الدين الأيوبي أنها كانت لا تفرق بين مذهب وآخر، بل أنشئت لجميع المذاهب السنية، وما توصلت إليه البلاد الإسلامية لهو دليل صارخ على جهود السابقين في حرصهم على نشر العلم وطلبه، فكان للعلماء المسلمين أثر واضح في العلوم المختلفة، حيث ترك ابن سينا أثرا عظيما في مجال الطب، وابن الهيثم الذي طبع اسمه في مجالات عديدة؛ كالرياضيات، والفيزياء والطب.
فإن أصبح التعليم على النهج الصحيح و اتبعنا الخطوات اللازمة لتطوير العلم سنجد أننا لن نخشى أي شيء فيصبح لدينا حل لجميع المشاكل التي تواجهنا فبالعلم يصبح العقل مسيطر على كل شيء و سنتطور علميًا وثقافيًا وماديًا، وإن نظرنا حولنا سنجد أن جميع البلدان المهتمين بالتعليم أصبحوا من الأوائل فلا يوجد أمه تكره العلم وتحب أن تعيش في تأخر في التفكير أو التطور، فعندما نعمل على تطوير شيء ما نسعى إلى الارتقاء لأننا متعلمين ونعرف ماذا نفعل ونبذل قصارى جهدنا لتحقيق المنفعة لنا وللآخرين. فيصبح المجتمع ناضج ومتطور مليء بالمتعلمين والمثقفين الذين لهم نفع كبير للدولة فعلينا الاهتمام بهؤلاء الأشخاص والمبدعين أيضًا، لكي يكونوا قدوة ناجحة وصالحة للآخرين فلا نأمل طلباتهم ونوفر لهم كل ما يحتاجونه، لكي يباشرون اكتشافاتهم وعلمهم فهم أساس المجتمع وهم الأهم فيه.
الشرط السابع: توافر قدرة الاستنباط لديه، وألاّ يعتمد المُتعلم على مُعَلمه في كلّ شيءٍ؛ فالمعلم يُعلمُ ويترك شيئًا ليستنبطه المتعلم؛ وبذلك يستطيع المُعلم قياس مدى انتباه وتركيز ونباهة المتعلم. وهكذا نتعلم من القصة القرآنية الشروط الواجبة في طالب العلم، نجملها فيما يلي: 1- الرغبة في طلب العلم. 2- التواضع. 3- الصبر على طلب العلم والمداومة عليه. 4- عدم الاغترار بالقسط الذي تعلمه المتعلم لدرجة أن يظنّ أنّه أعلم الناس. 5- محاولة الفهم والوعي لما يتعلمه، فإنْ عجز سألَ. 6- طاعة المتعلم لمعلمه وعدم عصيانه. 7- توافر قدرة الاستنباط لدى المُتعلم وألاّ يعتمد المُتعلمُ على مُعلمه في كلّ شيءٍ. الشروط الواجب توافرها في المُعلم: 1- توافر المادة العلمية. 2- انتقاء الوسيلة والطريقة المناسبة لتوصيل العلم، (وهذا يختلف حسب المادة المراد توصيلها وعمر المتعلم). 3- فهم مسئولياته وحجم التبعة الملقاة على عاتقه. طلب العلم الشرعي. 4- الحزم مع المتعلم وعدم إعذاره فوق ثلاث، فيقبل العذر الأول والثاني، أمّا الثالث فهذا فراق بينهما، وهذا يتوقف على المرحلة العُمُرية للمتعلم. 5- التحلي بالأمانة في توصيل العلم. 6- الحزم مع المُتعلم. ومن الآداب التي على المُتعلم أن يتحلى بها: 1- التأدب مع المُعلم.
وإذا بدا لك خطأ من الشيخ، أو وهم فلا يسقطه ذلك من عينك، فإنه سبب لحرمانك من علمه، ومن ذا الذي ينجو من الخطأ سالماً. ". انظر حلية طالب العلم للشيخ بكر أبو زيد. نسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات، وأن يُرينا اليوم الذي تكون فيه عالماً من علماء المسلمين، مرجعاً في دين الله، إماماً من أئمة المتقين، آمين.. آمين.. وإلى لقاء قريب، والسلام.
لطلب العلم آداب عديدة تتمثل بالإخلاص عند طلبه؛ فلا تكون غايتنا الاستعلاء وحب الظهور، أو الزهو بهذا العلم عند كسبه، كما يُعدُّ الصبر من أحد آداب طلب العلم كون هذا الطريق ليس بالسهل، بالإضافة إلى احترام العلماء والشيوخ الذين سنأخذ عنهم وحفظ قدرهم، وحفظ العلم لأهله فلا ننسبه لغيرهم من العلماء ، أو لأنفسنا مثلاً، كما أنّ العمل بهذا العلم الذي اكتسبناه ونقله أدباً من هذه الآداب إن لم يكن واجباً. طلب العلم ضرورة على كل فرد لما فيها من نفع له وللأمّة، فليس هناك أجمل من إنسان مثقف في أمور دينه ودنياه، لا يوقفه عن طلب العلم شيء مهما كان، ومهما تقدّم به العمر.