ولينهبن ماله. ثم التفت إلى أهل الشام فقال: يا أهل الشام! أنتم البطانة والعشيرة، والله لريحكم أطيب من ريح المسك الأزفر، وإنما أنتم كما قال الله تعالى: "ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة
طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء" والتفت إلى أهل العراق فقال: لريحكم أنتن من ريح
الأبخر، وإنما أنتم كما قال الله تعالى: "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق
الأرض مالها من قرار". اقرأ كتاب أمير المؤمنين يا غلام: فقال القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عبد
الملك أمير المؤمنين إلى من بالعراق من المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم، فإني أحمد إليكم
الله، فسكتوا فقال الحجاج من فوق المنبر: "أسكت يا غلام"، فسكت، فقال:" يا أهل الشقاق، ويا أهل النفاق ومساوئ الأخلاق. انا ابن جلا وطلاع الثنايا شرح. يسلم عليكم أمير المؤمنين فلا تردون السلام؟ هذا أدب ابن أبيه؟ والله لئن بقيت لكم لأؤدبنكم أدباً سوى أدب ابن أبيه، ولتستقيمن لي أو لأجعلن لكل امرئ منكم في جسده وفي نفسه شغلاً، اقرأ كتاب أمير المؤمنين يا غلام"، فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم فلما بلغ إلى موضع السلام صاحوا وعلى أمير المؤمنين السلام ورحمة الله وبركاته، فأنهاه ودخل قصر الإمارة. "
- أنا أنا | الـــــســـــاري
- انا ابن جلا وطلاع الثنايا ** متى اضع العمامة تعرفوني
أنا أنا | الـــــســـــاري
فقالا له: فهل إلى النَّزعِ من سبيل؟ قال: إنّا لَم نَبلُغ أحسَابنَا. فهذا الشّاعر عندما افتتَح قَصيدتهُ بقولهِ: أنا ابن جلا وطلّاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني فهو قد وصفَ نفسهُ بأوصافِ العُلا والمكانةِ العالية، والمَقامِ الشّريف؛ فابن جلا هنا يعني: السَّيد الأرِيب الشَّريف العالي المقام؛ ومعنى جلا الأمر؛ أيّ بَيّن الأمر وَوضَّحَهُ وَكَشفه، أي أنّهُ أرادَ أنْ يقول: إنّ أبي رجل واضحٌ وله مكانتهُ بين قومهِ فهو الشّريف صاحب المقام العالي. وطلّاع الثَّنايا، تُعني أيضاً: السَّيد الأبِيّ الشَّريف، النَّافِذ البَصيرة، مُذَلِّل الصِّعَاب. انا ابن جلا وطلاع الثنايا كلمات. من حياةِ سُحَيم بن وَثِيل تذكر الروايات أنّ سُحيم قد سُجنَ في خلافة عثمان بن عفان_ رضي الله عنه_، لاستِعدَاء سَمُرَة بن عمرو بن قِيراط العَنبريّ، الذي استخدمه عثمان على هَوامِي إبل عمرو بن تميم وفَلْج وما يليها، وكان من سبب حبسه صَرعهِ لعُبَيد بن غَاضِرة بن سَمُرَة، فحبسه عثمان ولَمْ يُخرجه من سجنه إلّا بعد أنْ قامَ بأمرهِ وحلِّ مُشكلتهِ؛ مسعود بن جَندل، ونُعيم أبو قُرّان اليَربُوعي، إذْ دَفَعا إلى سَمُرَة مئة من الإبل فأسقط سَمُرَة حقه، وخرج من السّجن، وفي ذلك يقول سُحيم: كَفاني أبــو قُرَّان نفسي فِـدَاؤه ومن يَـكُ مَولاهُ فليس بواحدٍ.
انا ابن جلا وطلاع الثنايا ** متى اضع العمامة تعرفوني
* «البداهة» أول جرى الفرس. وهي أيضًا أول كل شيء وما يفجأ منه. فيقال لأول جرى الفرس بداهته، والذي يكون بعده علالته. «الحطم» بضم ففتح: هو العسوف العنيف. «الحرون» أصله: الفرس الذي لا ينقاد، إذا اشتد به الجري وقف. حميري بن رياح بن يربوع. «الغب»: أن تشرب الإبل يوما ثم تترك يوما. وهو هنا معاودة قرنه إليه في اليوم الثاني. أي إذا قاومني يوما وعاودني من الغد. أي إذا افترس شيئًا لم يتبعه أحد إلى موضع فريسته إلا بعد حين. يدري: يختل، والادراء: الختل. أي قد كبرت وتحنكت. نجذني: حنكني وعرفني الأشياء. أنا أنا | الـــــســـــاري. منجذ: محنك. مداورة: معالجة. الشؤون: الأمور. (3) القرين: المقارن والمصاحب. و«في» بمعنى «مع». أراد أن قرنه لا يقاومه من الغد إلا مستعينًا بغيره. (4) بذي لبد: يعني بأسد، اراد به من استعان به قرنه. «توتى: تؤتى» سهل الهمزة. (5) البزل: جمع «بازل» وهو البعير المسن. خاطرتي: راهنتي، من «الخطر» وهو الشيء الذي يتراهن عليه. ابن اللبون: ولد الناقة إذا استكمل الثانية ودخل في الثالثة. يقول: إذ راهنني الشيوخ عذرتهم لأنهم أقراني، وأما الشبان فلا مناسبة بيني وبينهم. وأراد بابني لبون الأخوص والأبيرد فإنهما طلبا مجاراته في الشعر.
والأبيات 1، 10، 4، 6، 7 في حماسة البحتري 13. والأبيات 1، 6، 7 في الإصابة 3: 164 والسمط 558 والعيني 1: 193. والبيت 1 في البيان للجاحظ 2: 246 والأمالي 1: 246 والاشتقاق 138 والجمهرة 3: 228 وابن السكيت 474 واللسان 18: 165 والعيني 4: 356. والبيتان 5، 6 في الموشح 22، 132. والبيت 6 في المخصص 14: 5. وعجز البيت 6 في شرح الحماسة 4: 98. والبيتان 6، 7 في الموشح 24 واللسان 18: 279. وصدر البيت 7 وعجز 6 في الموشح 280. والبيت 7 في الجمهرة 2: 73 والكنز اللغوي 161 والخزانة 1: 78 واللسان 5: 383. والبيت 11 في شرح الحماسة 3: 81 واللسان 9: 343. انا ابن جلا وطلاع الثنايا ** متى اضع العمامة تعرفوني. وقد خلط بعض الرواة والمخرجين بين هذه القصيدة وقصيدة المثقب العبدي (المفضلية 76)، كما أشرنا إليه في شرحها، فانظر مثلاً العيني 1: 193، 488 و4: 149، 356. (1) ابن جلا: يعني أنا ابن الواضح المكشوف. يقال للرجل إذا كان على الشرف لا يخفى مكانه «هو ابن جلا». و«طلاع الثنايا» بالخفض صفة لأبيه، وبالرفع على أنه من صفته، كأنه قال «وأنا طلاع الثنايا»، وهي جمع «ثنية» وهو الطريق في الجبل. أراد بذلك أنه جلد مغالب للصعوبات. تعرفوني: قال ثعلب: العمامة تلبس في الحرب وتوضع في السلم. وقال التبريزي: أي متى أسفر وأحدر اللثام عن وجهي تنظروا إلي فتعرفوني.