medicalirishcannabis.info
مدرسة حبيب بن زيد الأنصاري الابتدائية
مدرسة حبيب بن زيد الابتدائية للبنين
صحيفة تواصل الالكترونية
ما أسباب استشراء الفساد التي ذكرها المسيح الموعود؟ ما سبب ما هو فيه من خير وبركة؟ __ ربِّ ظهر الفساد في البرّ والبحر، والعمارات والصحراء، وأرى عبادَك في البلاء، وحيطانَك بالبيداء، ودينَك في البأساء والضرّاء، وأرى الإسلامَ كمحتاجٍ تَرِبَ بعد الإتراب، أو كشيخٍ مرتعش تباعدَ من زمان الشباب، أو كشُذّاذِ الآفاقِ، أو كغريبٍ تناهى عن الرِّفاق، أو كحُرٍّ ابتُلِيَ في الإرقاق، أو كيتيمٍ سقط من الآماق. يميس الباطلُ في بُرْدِ الاستكبار، ويُلطَمُ الحقُّ بأيدي الأشرار. يسعون لإطفاء نوره سَعْيَ العفاريت، واللهُ خيرٌ حافظًا ومَـنْ لنا غير ذلك الخِـرِّيت؟ انْتهى أمرُ الدينِ إلى الكساد، وثارتْ بالأحداث حصْبةُ الفساد وجُذامُ الارتداد. خرجوا مِن قيود الشريعة الغرّاء، ونبذوا أنفسهم بالعراء. تركوا أسوةً حسنةً، واتّخذوا الفلاسفة الضالّة أئمّـةً، واستحْلَوا كلامهم واستجادوا أوهامهم، وأُشرِبوا في قلوبهم عِجْلَ خيالاتِ اليوْرفِين * ، وما هم إلا كجسدٍ له خُوار، وما شمُّوا عرْف العارفين. إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الروم - قوله تعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس - الجزء رقم10. وأيْمُ اللهِ، قد كنت أُقمتُ مِن الله لأجدّد الدين بإذنه، وأجدعَ أنْفَ الباطل مِـن مارِنه، وأُمـرتُ لذلك من الله القدير البديع، فلبّيتُ دعوته تلبية المطيـع، وبلّغتُ أوامره وبذلت فيها جهد المستطيعِ.
وقيل: البر: الفيافي ، والبحر: القرى; قاله عكرمة. والعرب تسمي الأمصار البحار. وقال قتادة: البر أهل العمود ، والبحر أهل القرى والريف. وقال ابن عباس: إن البر ما كان من المدن والقرى على غير نهر ، والبحر ما كان على شط نهر; وقاله مجاهد ، قال: أما والله ما هو بحركم هذا ، ولكن كل قرية على ماء جار فهي بحر. وقال معناه النحاس ، قال: في معناه قولان: أحدهما: ظهر الجدب في البر; أي في البوادي وقراها ، وفي البحر أي في مدن البحر; مثل: واسأل القرية. أي ظهر قلة الغيث وغلاء السعر. بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض أي عقاب بعض ( الذي عملوا) ثم حذف. والقول [ ص: 39] الآخر: أنه ظهرت المعاصي من قطع السبيل والظلم ، فهذا هو الفساد على الحقيقة ، والأول مجاز إلا أنه على الجواب الثاني ، فيكون في الكلام حذف واختصار دل عليه ما بعده ، ويكون المعنى: ظهرت المعاصي في البر والبحر فحبس الله عنهما الغيث وأغلى سعرهم ليذيقهم عقاب بعض الذي عملوا. اية ظهر الفساد في البر والبحر. لعلهم يرجعون لعلهم يتوبون. وقال: بعض الذي عملوا لأن معظم الجزاء في الآخرة. والقراءة ليذيقهم بالياء. وقرأ ابن عباس بالنون ، وهي قراءة السلمي وابن محيصن وقنبل ويعقوب على التعظيم; أي نذيقهم عقوبة بعض ما عملوا.
والأصل يتصدّعون؛ ويقال: تصدّع القوم إذا تفرّقوا؛ ومنه اشتق الصداع، لأنه يفرق شُعب الرأس. قوله تعالى: {مَن كَفَرَ فَعَلَيْه كُفْرُهُ} أي جزاء كفره. {وَمَنْ عَملَ صَالحًا فَلأَنفُسهمْ يَمْهَدُونَ} أي يوطّئون لأنفسهم في الآخرة فراشًا ومسكنًا وقرارًا بالعمل الصالح؛ ومنه: مهدُ الصبيّ. والمهاد الفراشُ، وقد مهدت الفراش مَهْدًا: بسطته ووطّأته. وتمهيد الأمور: تسويتها وإصلاحها. وتمهيد العذر: بسطُه وقبوله. والتمهّد: التمكن. ظهر الفساد في البر والبحر بماكسبت ايدي. وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد: {فَلأَنْفُسهمْ يَمْهَدُونَ} قال: في القبر. قوله تعالى: {ليَجْزيَ الذين آمَنُوا} أي يمهدون لأنفسهم ليجزيهم الله من فضله. وقيل يصدّعون ليجزيهم الله؛ أي ليميّز الكافر من المسلم. {إنَّهُ لاَ يُحبُّ الكافرين}. قال ابن عطية: {بما كسبت} جزاء ما كسبت، ويجوز أن يتعلق الباء بظهر، أي بكسبهم المعاصي في البر والبحر، وهو نفس الفساد الظاهر. وقرأ السلمي، والأعرج، وأبو حيوة، وسلام، وسهل، وروح، وابن حسان، وقنبل من طريق ابن مجاهد، وابن الصباح، وأبو الفضل الواسطي عنه، ومحبوب عن أبي عمرو: لنذيقهم، بالنون؛ والجمهور: بالياء، ثم أمرهم بالمسير في الأرض، فينظروا كيف أهلك الأمم بسبب معاصيهم وإشراكهم، وذلك تنبيه لقريش وأمر لهم بالاعتبار بمن سلف من الأمم، قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم.
- (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) المقصود بها أن هنالك إمكانية للرجوع إلى الوضع الطبيعي المتوازن للأرض، والسؤال: من الذي أخبر النبي الكريم بأن الأرض ستتعرض لهذا الفساد البيئي في البر والبحر؟ عبدالدائم كحيل باحث في إعجاز القرآن والسُّنة
{كان أكثرهم مشركين} أهلكهم كلهم بسبب الشرك، وقوم بسبب المعاصي، لأنه تعالى يهلك بالمعاصي، كما يهلك بالشرك، كأصحاب السبت. أو أهلكهم كلهم، المشرك والمؤمن، كقوله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} وأهلكهم كلهم، وهم كفار، فأكثرهم مشركون، وبعضهم معطل. وحين ذكر امتنانه قال: {الله الذي خلقكم ثم رزقكم} فذكر الوجود ثم البقاء بسبب الرزق. ظهر الفساد في البر والبحر تفسير الميزان. وحين ذكر خذلانهم بالطغيان، بسبب البقاء بإظهار الفساد، ثم بسبب الوجود بالإهلاك. {من قبل أن يأتي يوم} يوم القيامة، وفيه تحذير يعم الناس، {لا مرد له من الله} المرد: مصدر رد، ومن الله: يحتمل أن يتعلق بيأتي، أي من قبل أن يأتي من الله يوم لا يرده أحد حتى لا يأتي لقوله: {فلا يستطيعون ردها} ويحتمل أن يتعلق بمحذوف يدل عليه مرد، أي لا يرده هو بعد أن يجيء به، ولا رد له من جهته. {يومئذ} أي يوم إذ يأتي ذلك اليوم. {يصدعون} يتفرقون، فريق في الجنة، وفريق في السعير. يقال: تصدع القوم إذا تفرقوا، ومنه الصداع، لأنه يفرق شعب الرأس، وقال الشاعر: وكنا كندماني جذيمة حقبة ** من الدهر حتى قيل لن يتصدعا ثم ذكر حالتي المتفرقين: {من كفر فعليه كفره} أي جزاء كفره، وعبر عن حالة الكافر بعليه، وهي تدل على الفعل والمشقة، وعن حال المؤمن بقوله: {فلأنفسهم} باللام التي هي لام الملك.