medicalirishcannabis.info
يقول بعض أهل العلم في دين الله بأن العفو أبلغ من المغفرة، أي أنه افضل منها، لكن في الحقيقة يوجد الكثير من الفروق بين العفو و المغفرة و يوجد أقول لكثير من العلماء سوف نوضحها. العفو و المغفرة من صفات الله عز و جل العَفْو هو اسم في اللغة العربية من الفعل عَفَوَ، و معناه عدم المعاقبة على فعل الشيء الخاطئ مع شرط القدرة على العقاب و التمكن منها، و العَفُوُّ هو الكثير العَفْو، و الله سبحانه و تعالى عَفُوُّ، و المغفرة اسم أيضا من الفعل غَفَرَ، و هو بمعنى التجاوز عن الذنوب و الخطايا و سترها و عدم فضح صاحبها، و من صفات الله تعالى أنه الغفور، و كلمة الغفور هي صيغة مبالغة من الفعل غَفَرَ، و معناها كثير الغفران و الستر، و الغَفَّار أيضا من صفات الله عز و جل، و هي أيضا صيغة مبالغة من الفعل غَفَرَ، و معناها كثير الغفران الذي يغفر الذنب بعد الذنب و هو معنى اكثر شمولية من الغفور. العفو افضل من المغفرة يرى بعض أهل العلم أن العفو أفضل من المغفرة، فيقول الإمام أبو حامد الغزالي في توضيح الفرق بين العفو و المغفرة بأن الله حين يعفو فهو يمحو السيئات و يتجاوز عن المعاصي و بالتالي لا يحاسب العبد عليها، و ذلك أفضل من المغفرة، حيث أن الله يغفر الذنب فيستره و لا يفضح صاحبه، و لا يعاقبه على عمله، و يرى الإمام الغزالي أنه بحسب الحديث الشريف الذي يقول: "التائب من الذنب كمن لا ذنب الله"، فذلك قمة الكرم من الله عز و جل، حيث يعفو عن التائب فيمحو كل ما سبق ليبدأ صفحة جديدة بعد التوبة.
وللعفو عن العباد فوائد كثيرة وعظيمة ، وأهمها أن تسود الألفة والحب بين الناس ، فلا يحمل أحدهم سوءاً بقلبه تجاه أحد ، العفو يقلب الأعداء أصدقاء ، فقد قال المولى سبحانه وتعالى في العفو بين الناس: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}. بوابة أخبار اليوم | أستاذ التفسير بجامعة الأزهر توضح الفرق بين «العفو والمغفرة» #رمضان_الخير. فنستنتج من الآية الكريمة أن العفو والصفح يعودان بالخير على صاحبها دوماً ، فقد وعد المولى سبحانه وتعالى من يغفر زلات الأشخاص في حقه أن يغفر الله تعالى ذنبه ، قال الله تعالى في القرآن الكريم: {وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم. للمزيد يمكنك قراءة: فضل الاستغفار واثره في حياة المسلم تعريف العفو والمغفرة: العفو اللغة: مصدر من الفعل عفا ، ويأتي بمعنى الصفح عن الذنب وعن الأخطاء ، ومن الممكن أن يطلق العفو لصاحب المعروف والفضل ، فيقال لمن معروفه كبير عظيم ، عفوه وفضله ، أما بالنسبة للعفو عند المقدرة فيأتي بمعنى ترك العقاب عندما يتمكن منه ، ويقال عفو عام: أي إذا أسقطت العقوبة عن كل المذنبين. العفو اصطلاحاً: ويتم تعريفه على أنه محو السيئات ، والتجاوز عن جميع المعاصي ، ومن الممكن أن يأتي بمعنى ترك المؤاخذة بالذنب من قبل الله عز وجل لعباده.
وقال الرازي في "تفسيره" (7/ 124): " الْعَفْو أَنْ يُسْقِطَ عَنْهُ الْعِقَابَ، وَالْمَغْفِرَةَ أَنْ يَسْتُرَ عَلَيْهِ جُرْمَهُ ، صَوْنًا لَهُ مِنْ عَذَابِ التَّخْجِيلِ وَالْفَضِيحَةِ، كَأَنَّ الْعَبْدَ يَقُولُ: أَطْلُبُ مِنْكَ الْعَفْوَ ، وَإِذَا عَفَوْتَ عَنِّي فَاسْتُرْهُ عَلَيَّ " انتهى. قال الكفوي رحمه الله: " الغفران: يَقْتَضِي إِسْقَاط الْعقَاب ، ونيل الثَّوَاب، وَلَا يسْتَحقّهُ إِلَّا الْمُؤمن، وَلَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي الْبَارِي تَعَالَى. وَالْعَفو: يَقْتَضِي إِسْقَاط اللوم والذم، وَلَا يَقْتَضِي نيل الثَّوَاب.. " انتهى من "الكليات" (ص 666). وقال العسكري في "الفروق" (413-414): " الْفرق بَين الْعَفو والغفران: أَن الغفران: يَقْتَضِي إِسْقَاط الْعقَاب ، وَإِسْقَاط الْعقَاب هُوَ إِيجَاب الثَّوَاب ؛ فَلَا يسْتَحق الغفران إِلَّا الْمُؤمن الْمُسْتَحق للثَّواب. وَلِهَذَا لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي الله ، فَيُقَال: غفر الله لَك ، وَلَا يُقَال غفر زيد لَك ، إِلَّا شاذا قَلِيلا... وَالْعَفو: يَقْتَضِي إِسْقَاط اللوم والذم ، وَلَا يَقْتَضِي إِيجَاب الثَّوَاب ، وَلِهَذَا يسْتَعْمل فِي العَبْد ، فَيُقَال: عَفا زيد عَن عَمْرو ؛ وَإِذا عَفا عَنهُ: لم يجب عَلَيْهِ إثابته.
كيف يمحو ويعفو؟ ينسيك الذنب، وينسيه للملائكة وملَك الشمال، ويُمحَى من صحيفة السيئات، وتأتي يوم القيامة لا يذكّرك به ولا يسألك عنه.. أنت لم تخطئ.. " وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ " (ق:21)، فحتى الملَك لا يذكر هذا الذنب، وإن كان كبيراً وفاضحاً.. مادام الله عفاه عنك بليلة القدر فالكل سينساه " اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً " (الإسراء:14) فتجد ذنوباً موجودة في كتابك وقد غُفرت، لكن هذا الذنب غير موجود لأنه عُفي. أرأيت إن عفا كل ما مضى؟! كانت صفحة بيضاء وكأن صاحبها نقيّ منذ وُلِد إلى أن مات. " الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " (يس:65) يشهدون على ذنب قبله وذنب بعده، ولا ينطقون بهذا الذنب لأنه عُفي عنه، قد تذكره في الدنيا ويؤرقك لسنوات، لكن في رمضان سنة 2006 عُفي عنك! فحين نموت تفنى أجسادنا ورؤوسنا وتفنى معها الذاكرة، ثم نقوم يوم القيامة بذاكرة جديدة نقية محي منها ما قد عفي عنه فلا يذكره أحد (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني). الفُضيل بن عياض أحد التابعين، يوم عرفة وهو يوم عفو مثل ليلة القدر، وقف يدعو: يا رب اعفُ عني اعفُ عني، فلما غربت الشمس بكى، والأصل أن يُحسن الظن بالله ويستبشر، فسألوه: ألست من تُعلمنا حُسن الظن بالله؟ فقال: ( لست أبكي لذلك ولكن وا خجلاه!