medicalirishcannabis.info
وإنما ذكر القرآن تحسّره على يوسف عليه السلام ولم يذكر تحسره على ابنيه الآخرين لأن ذلك التحسّر هو الذي يتعلق بهذه القصة فلا يقتضي ذكرُه أن يعقوب عليه السلام لم يتحسّر قط إلاّ على يوسف ، مع أن الواو لا تفيد ترتيب الجمل المعطوفة بها. وكذلك عطف جملة { وابيضت عيناه من الحزن} إذ لم يكن ابيضاض عينيه إلا في مدة طويلة. فكل من التولّي والتحسر واببيضاض العينين من أحواله إلاّ أنها مختلفة الأزمان. وابيضاض العينين: ضعُف البصر. وظاهره أنه تبدّل لون سوادهما من الهزال. ولذلك عبّر ب { وابيضت عيناه} دون عميت عيناه. و { من} في قوله: { من الحزن} سببية. والحزن سبب البكاء الكثير الذي هو سبب ابيضاض العينين. وعندي أن ابيضاض العينين كناية عن عدم الإبصار كما قال الحارث بن حلزة: قبل ما اليوم بيّضَتْ بعيون الن... اس فيها تغيض وإباء... وأن الحزن هو السبب لعدم الإبصار كما هو الظاهر. المواطن: بالصور.. "وابيضت عيناه من الحزن".. أب مكلوم يبحث عن ابنته. فإن توالي إحساس الحزن على الدماغ قد أفضى إلى تعطيل عمل عصب الإبصار؛ على أن البكاء من الحزن أمر جبليّ فلا يستغرب صدوره من نبيء ، أو أن التصبّر عند المصائب لم يكن من سنة الشريعة الإسرائيلية بل كان من سننهم إظهار الحَزن والجزع عند المصائب. وقد حكت التوراة بكاء بني إسرائيل على موسى عليه السلام أربعين يوماً ، وحَكت تمزيق بعض الأنبياء ثيابهم من الجزع.
وأنا أعلم أنكم تعلمون حرصى الشديد على كلماتى وأخلاقى معكم ولكن أن أُدرج هكذا من أناس محترمين ويتم تشويهنا بكل ضعة فهذا شىء مؤلم للغاية مؤلم لدرجة أنى لم أعد أحب أن أوجه حديثاً لأحد بالمنتدى حتى لايؤخذ عليه أو يُدرجه أحد فى قائمته السوداء.
ويصح أن المراد من الابيضاض من العين أو العمى هو غلبه البكاء عليه ، وعند غلبة البكاء يكثر الماء في العين فتصير العين كأنهاابيضت من بياض ذلك الماء ويكون ذلك منشأ لضعفها. ثانياً: لم يقل القرآن فعميت عيناه من الحزن فهو كظيم إنما قال فابيضت عيناه لضعفها من الحزن. والفرق بين عمى العين وبياضها واضح وظاهر إذ لا يستلزم بياض العين عماها بالمرة. وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم صاهر. نعم لازمه ضعفها عن النظر وقلة فاعليتها في مقام أداء الوظيفة فهذا مما لا شك فيه، ولا يرد عليه أن الله قال حكاية من حاله فيما بعد (فارتد بصيراً) لإمكانية حمل المعنى (ارتداده بصيراً) على جلاء البصر وعودته قوياً لا حمله على العودة بعد ذهاب أصل الرؤية. وعن وقوع العمى على سيدنا يعقوب عليه السلام قال الشيخ الشعراوي رحمه الله: وَٱبْيَضَّتْ عَيْنَاهُ أي: أن دموع يعقوب كثُرتْ حتى بَدا الجزء الأسود في العين وكأنه أبيض. أو: ابيضتْ عيناه من فَرْط حُزنه، الذي لا يبثُّه لأحد ويكظمه.
أما المقام الأول: وهو أنه أعرض عنهم ، وفر منهم فهو قوله: ( وتولى عنهم وقال ياأسفى على يوسف). واعلم أنه لما ضاق صدره بسبب الكلام الذي سمعه من أبنائه في حق بنيامين عظم أسفه على يوسف عليه السلام: ( وقال ياأسفى على يوسف) وإنما عظم حزنه على مفارقة يوسف عند هذه الواقعة لوجوه: الوجه الأول: أن الحزن الجديد يقوي الحزن القديم الكامن ، والقدح إذا وقع على القدح كان أوجع. وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم إسلام ويب. وقال متمم بن نويرة: وقد لامني عند القبور على البكا رفيقي لتذراف الدموع السوافك فقال أتبكي كل قبر رأيته لقبر ثوى بين اللوى والدكادك فقلت له إن الأسى يبعث الأسى فدعني فهذا كله قبر مالك وذلك لأنه إذا رأى قبرا فتجدد حزنه على أخيه مالك فلاموه عليه ، فأجاب بأن الأسى يبعث الأسى. وقال آخر: فلم تنسني أوفى المصيبات بعده ولكن نكء القرح بالقرح أوجع والوجه الثاني: أن بنيامين ويوسف كانا من أم واحدة ، وكانت المشابهة بينهما في الصورة والصفة أكمل ، فكان يعقوب عليه السلام يتسلى برؤيته عن رؤية يوسف عليه السلام ، فلما وقع ما وقع زال ما يوجب السلوة ، فعظم الألم والوجد. الوجه الثالث: أن المصيبة في يوسف كانت أصل مصائبه التي عليها ترتب سائر المصائب والرزايا ، وكان الأسف عليه أسفا على الكل.