medicalirishcannabis.info
يمر عامل الوطن ليكنس في دوامةٍ لا تنتهي من محاولةِ التنظيف التي يساهم البائعُ والشاري لإفشالها. هل ترى لها هذه البلدية حِساً أو تسمعُ لها صوتاً؟ كم يلزمنا نحن المتعلمون تعليما عالياً و من زرنا من البلاد و رأينا مدنها و شوارعها من وقتٍ لنُحْسِنَ العمل؟ لا أدري إن كانت المعضلة نقص المال أم نقص الهمة أم استمراء الفوضى. لكنها حالةٌ عامة في بلدياتٍ منسية و مواطنين يقتربون من اليأس منها.
ولا نريد أن نلقي التهم هنا وهناك ،تارة على الشعب ،وأخرى على الدور الحكومي ،فكلنا في وطن واحد ،ثباته من ثباتنا ، وبقاؤنا من بقائه ، فربّ رجل إن اشتد ساعده عَمُر بيته ودام ، وإن وهنت قدمه ، تأرجحت أركانه وهوت بلا قيامة أخرى. أقرأ التالي 2022/04/29 رأس معاليه وصداع وصناديق لا لتشريع ما يسمى (بلطجة) 2022/04/28 عن فاتن أمل حربي و"التريند" 2022/04/27 ثلاثة مشاهد
وفي يوم جاءت امرأة كانت تَصنع له طعامه إلى الطعام فَوجَدتهُ بِحالهِ، وغَدَت في ثاني يوم فَوجَدَت الطَّعام بحالهِ، فَغَدَا أهْلهُ يَطلُبونهُ ويَتَتبَّعُون أَثَرَهُ، حتى وجدوه في وادٍ كثير الحجارة وهو مَيّت بين تلك الحجارة فاحتَمَلوهُ وغَسَّلوهُ وكَفَّنوه ودفنوه. وكانت وفاتهُ سنة 68 هـ؛ ووجَدُوا بَيتَينِ من الشِّعر عند رأسهِ خَطَّهُمَا بإصبعهِ هما: ومعنى هذا المَثَل أنَّ كُلّ صاحب هَمٍّ وقضية؛ لايَرى سِوى لَيلَاه، أي قَضيَّته واهتمامه.
أما الإنتحال فيعرفه إبن منظور على أنه: (النِّحْلةُ: الدَّعْوَى.. وانْتَحَل فلانٌ شِعْر فلانٍ.. أَو قالَ فلانٍ إذا ادّعاه أَنه قائلُه.. وتَنَحَّلَه: ادَّعاه وهو لغيره.. ويقال: نُحِل الشاعرُ قصيدة إذا نُسِبَت إِليه وهي من قِيلِ غيره). أما في العصر الحديث فيُعتبر عميد الأدب العربي د. طه حسين أول من حاول دراسة هذه الظاهرة بخصوص الشعر الجاهلي في كتابه الأهم (في الشعر الجاهلي). يقول د. طه حسين في مقدمة الكتاب: (إني شككت في قيمة الشعر الجاهلي.. كلٌ يُغني على ليلاه.. - ديوان العرب. أو قل ألح عليّ الشك.. ذلك أن الكثرة المطلقة مما نسميه شعرا جاهليا ليست من الجاهلية في شيء، وإنما هي منتحلة مختلقة بعد ظهور الإسلام.. إن ما تقرؤه على أنه شعر امرئ القيس أو طرفة أو ابن كلثوم أو عنترة ليس من هؤلاء الناس في شيء، وإنما هو انتحال الرواة أو اختلاق الأعراب أو صنعة النحاة أو تكلف القصاص أو اختراع المفسرين والمحدثين والمتكلمين). ظاهرة التدليس والإنتحال في الشعر لا تقتصر على الشعر الجاهلي فقط، بل تتعداه الى شعر العصور اللاحقة، فمثلا لنأخذ الشعر المنسوب لقيس بن الملوح في قصيدته الأشهر: وخبرتماني أن تيماءَ منزلٌ لليلى إذا ما الصيف ألقى المراسيا فهذي شهور الصيف عنّا قد انقضت فما للنوى ترمي بليلى المراميا ولكننا نجد في كتب التراث من ينسب هذين البيتين للشاعر جميل بثينة: (أنشدت أيوب بن عباية هذين البيتين وسألته عن قائلهما، فقال: جميلٌ، فقلت له: إن الناس يروونهما للمجنون، فقال: ومن هو المجنون؟ فأخبرته، فقال: ما لهذا حقيقةٌ ولا سمعت به.. وسألت أبا بكر العدوي عن هذين البيتين فقال: هما لجميل، ولم يعرف المجنون).
في مرحلة (التوحيد) تختفي الآلهة، ويبقى وجه الله ذو الجلال والإكرام، ولكنه من الصعب نفيها تماما من ثقافات الشعوب، فيتم خفض (مراتبها) الى أصول أدنى من الله عز وأجل وارقى من الإنسان، فتصبح مخلوقات غير مادية غير بشرية. لننظر الى صور (الجن) ونقارنها ببعض ما وصلنا من المنحوتات القديمة عن صور الآلهة، فنرى أن الجن ليس لها أقدام، بل حوافر، والجن لها قرون صغيرة على رؤوسها. هل جاءت هذه الصور من فراغ؟. ولننظر الى نسب قيس بن الملوح الى (بني عامر)، والعامر هو (الجن ايضا) في لسان العرب: (دارٌ مَعْمورة يسكنها الجن، وعُمَّارُ البيوت: سُكّانُها من الجن). وتخبرنا كتب التراث أن (بلقيس) جاءت من أب من الإنس ومن أم من الجان. وبلقيس حسب الموروث الشعبي هي زوجة سليمان، فهل بلقيس عبارة عن تنويعة على (شولميت)؟ وإذا ما أخذنا برأي د. القمني أيضا نجد أن بلقيس هي (بلتيس) وهي لفظة مركبة لكلمتي (بعلة التيس)، أي إلهة خصب أنثوي؟. يبدو لي أن العرب بعد ظهور الإسلام إحتفظوا بتراثهم القديم بطريقة غير مباشرة، فإله الخصب الذكر (التيس) تحول الى (جان)، والجان هو العامر، و(بني عامر) قبيلة تلبي، على المستوى اللغوي، التطابق بين إله الخصب الذكر وبين الجان (الذي هو العامر)، ولم يبقَ سوى إكتشاف (التيس) في شخص (قيس) و(ليليت) في شخص (ليلى)، لتكتمل عناصر الأسطورة القديمة، فتم سحب الصلوات القديمة لهذين الإلهين وتحويلها الى قصائد شعرية غزلية، ثم البناء عليها بأشعار تم نسبها الى قيس بن الملوح.