medicalirishcannabis.info
قال: ﴿وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة ٢٧٤] ﴿لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ فيما يستقبل، ﴿وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ فيما مضى، فهم لا يحزنون على ما سبق ولا يخافون من المستقبل؛ لأنهم يرجون ثواب الله عز وجل، ولا يحزنون على ما مضى لأنهم أنفقوه عن طيب نفس. في الآية الكريمة: ثناء على الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله، سواء كان ليلًا أو نهارًا، أو سرًّا أو جهارًا، وفيه أيضًا دليل على كثرة ثوابهم؛ لأنه أضافهم إلى نفسه فقال: ﴿لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ والثواب عند العظيم يكون عظيما. (236) قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً ..} الآية:274 - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. * ومن فوائد الآية: أن الإنفاق يكون سببا لشرح الصدر وطرد الهم والغم؛ لقوله: ﴿لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ وهذا أمر مجرب مشاهد أن الإنسان إذا أنفق نفقة يبتغي بها وجه الله انشرح صدره، وسرت نفسه، واطمأن قلبه، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله ذلك من أسباب انشراح الصدر، ذكره في زاد المعاد. * ومن فوائد الآية الكريمة: بيان عظم العطية؛ لقوله: ﴿لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ لأن عظم المعطي يستلزم عظم العطية. ومنها أيضًا: كرم الله عز وجل حيث جعل هذا الثواب الذي سببه منه وإليه جعله أجرًا لفاعله يؤجر عليه كالأجير إذا استأجرته فإن أجره ثابت لازم.
محمد حماد (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانيةً، فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، (البقرة 274). الإنفاق على كل حال وبكل كيفية وفي أي وقت، بالليل أو بالنهار، سراً أو علانية، بالقليل أم بالكثير، كل إنفاق له أجره، وأجر المنفقين عند ربهم، وهم لا خوف عليهم ولا يحزنون، هكذا بدون تخصيص وعلى وجه العموم، وإن ذكر إنها نزلت في مناسبة تخص علياً بن أبي طالب كرم الله وجهه، ولم يكن يملك غير أربعة دراهم، فتصدق بدرهم ليلاً، وبدرهم نهاراً، وبدرهم سراً، وبدرهم علانيةً، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حملك على هذا؟، قال: «حملني أن أستوجب على الله الذي وعدني، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا إن ذلك لك». فأنزل الله تعالى هذه الآية: (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانيةً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، إلاّ أن قول الله: «فلهم» يدل على عموم الموضوع لا على خصوص السبب، فكأن الجزاء الذي رتبه سبحانه وتعالى على ذلك شائع على كل من يتأتى منه هذا العمل. أصحاب الخيل وذكر الواحدي في أسباب النزول بسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «نزلت في أصحاب الخيل»، وقال صلى الله عليه وسلم: إن الشياطين لا تخبل أحداً في بيته فرس عتيق من الخيل»، وقالوا: هم الذين يربطون الخيل في سبيل الله تعالى، ينفقون عليها بالليل والنهار سراً وعلانية، نزلت فيمن لم يرتبطها خيلاء ولا لضمار.
الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ، الذين يبذلونها في مرضاة الله -تبارك وتعالى- ليلاً ونهارًا في كل الأوقات متى ما دعت الحاجة إلى ذلك، وكذلك في كل الأحوال في السر والعلانية، فهؤلاء هم الذين يستحقون الأجر فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ، وكذلك ينتفي عنهم الخوف والحزن لا يخافون مما يستقبلون ولا يحزنون على ما فات، فهذا حث على الإنفاق بالوجوه المشروعة في كل الأوقات وفي كل الحالات.