medicalirishcannabis.info
اشكر نعمة ربك عليك ، باستعمال تقواه التي أنت أولى بها من غيرك ، والتي يجب عليك منها أعظم من سواك ، فامتثل أوامره ونواهيه ، وبلغ رسالاته ، وأدِّ إلى عبادِه وحيَه ، وابذُل النصيحةَ للخلق. ولا يصدنَّك عن هذا المقصود صادٌّ ، ولا يردك عنه رادٌّ. فلا تطع كل كافر ، قد أظهر العداوة لله ولرسوله ، ولا منافق ، قد أبطَن التكذيب والكفر ، وأظهَر ضِدَّه. فهؤلاء هم الأعداء على الحقيقة ، فلا تطعهم في بعض الأمور ، التي تنقض التقوى ، وتناقضها ، ولا تتبع أهواءهم ، فيضلوك عن الصواب. ( و) لكن " وَاتّبِعْ مَا يُوحَىَ إِلَـيْكَ مِن رَبّكَ فإنه هو الهدى والرحمة. وارجُ بذلك ثوابَ ربك. يا أيها النبيّ اتَّقِ الله – الحياة العربية. " إِنّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً " يجازيكم بحسب ما يعلمه منكم ، من الخير والشر. فإن وقع في قلبك ، أنك إن لم تطعهم في أهوائهم المضلة ، حصل عليك منهم ضرر ، أو حصل نقص في هداية الخلق ، فادفع ذلك عن نفسك ، واستعمل ما يقاومه ويقاوم غيره ، وهو التوكل على الله ، بأن تعتمد على ربك ، اعتماد من لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ، في سلامتك من شرهم ، وفي إقامة الدين ، الذي أمرت به ، وثِق بالله في حصول ذلك الأمر على أي حال كان. "
عُرِفَ النبي صلى الله عليه وسلم في قومه قبل بعثته بعظيم الخُلُق، وكريم الشمائل، فكان أحسن الناس خُلُقاً، وأصدقهم حديثاً، وأوفاهم عهداً، قال ابن تيمية: "وكان صلى الله عليه وسلم من أكمل الناس تربية ونشأة، لم يزل معروفاً بالصدق والبر والعدل، ومكارم الأخلاق، وترك الفواحش والظلم، وترك كل وصف مذموم، مشهوداً له بذلك عند جميع من يعرفه قبل النبوة وممن آمن به وكفر بعد النبوة، لا يعرف له شيء يُعَادَى به لا في أقواله ولا في أفعاله ولا في أخلاقه، ولا جُرِّبَت عليه كذبة قط، ولا ظلم ولا فاحشة". وقد أجمعت الأمة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ الله له عن مواقعة الذنوب الظاهرة والباطنة، وأن حياة نبيها صلى الله عليه وسلم كانت أمثل حياة وأكرمها وأشرفها، فلم تُعْرَف له فيها هفوة، ولم تحص عليه زلة، قبل وبعد بعثته. وقد زعم بعض أهل الباطل وأعداء الإسلام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير معصوم، واستدلوا على زعمهم الباطل وشبهتهم الواهية ببعض النصوص القرآنية التى قد يُتوهم من ظاهرها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فى ضلال، أو على ذنب، أو غفلة أو شك، كما استندوا أيضاً إلى بعض الأحاديث التى قد يُتوهم من ظاهرها عدم عصمته صلى الله عليه وسلم، وذلك للإقلال من قدْره ومنزلته من ناحية، ومن ناحية أخرى التشكيك في سيرته صلى الله عليه وسلم وعصمته.
وقد سماه الله في كتابه محمداً وأحمداً. وقال ﷺ فيما روى عنه الثقات العدول: (لي خمسة أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب. يا أيها النبي اتق الله. صلاة الله وملائكته عليه قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰۤىِٕكَتَهُۥ یُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِیِّۚ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ صَلُّوا۟ عَلَیۡهِ وَسَلِّمُوا۟ تَسۡلِیمًا﴾ [الأحزاب ٥٦] صدق الله العظيم. هو القدوة لجميع الناس في كل أفعاله قال تعالى: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِی رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةࣱ لِّمَن كَانَ یَرۡجُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلۡیَوۡمَ ٱلۡـَٔاخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا﴾ [الأحزاب ٢١]. مكانة أمهات المؤمنين ونزول بعض الأحكام في حقهن قال تعالى: ﴿لَّا یَحِلُّ لَكَ ٱلنِّسَاۤءُ مِنۢ بَعۡدُ وَلَاۤ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنۡ أَزۡوَ ٰجࣲ وَلَوۡ أَعۡجَبَكَ حُسۡنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتۡ یَمِینُكَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ رَّقِیبࣰا﴾ [الأحزاب ٥٢] صدق الله العظيم. لطائف وحكم في السورة: الذنب الذي تمّ ذكره في القرآن هو (الزواج من إمهات المؤمنين) قال تعالى: (وَمَا كَانَ لَكُمۡ أَن تُؤۡذُوا۟ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلَاۤ أَن تَنكِحُوۤا۟ أَزۡوَ ٰجَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۤ أَبَدًاۚ إِنَّ ذَ ٰلِكُمۡ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِیمًا) صدق الله العظيم.