medicalirishcannabis.info
التوكل على الله له فضل و آثر عظيم وثمرات جمّة على حياة العبد، وقد تعددت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على التوكل على الله في كل الأمور، ثم الأخذ بالأسباب بعد ذلك، وخلال فقرات هذه المقالة سنتعرف وإياكم على ثمرات التوكل على الله سبحانه ومعناه وأهمية التوكل على الله في الرزق والزواج وغيرها، وشرح لقول الله "وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين"، وللقول المشهور "من توكل على الله كفاه"، ودعاء التوكل على الله وطلب العون منه. ما معنى التوكل على الله؟ العبادات نوعان: قلبية لا بدنية، ومن أعظم وأجل العبادات القلبية وأحبها عبادة التوكل على الله سبحانه، لأن قضية التوكل تتضمن الحب والإخلاص وحقيقة الاعتماد على الله، والإقرار بالربوبية والألوهية وبحقيقة الأسماء والصفات… فالتوكل على الله هو الاعتماد على الله وتفويض الأمر إليه ثقة في حسن تدبيره واعتقادا بأن النفع والضر بيده وحده. وادّعاء التوكل سهل، لكن حقيقته عند المحك صعبة، لذلك المتوكل على الله لا بد أن يكون عنده تدلل وخضوع لله سبحانه، والتجاء وتسليم لله، وثقة ورجاء بالله، وحسن ظن بالله، والرضا بالله، واعتقاد أن النفع والضر بيد الله وحده وغيرها للاستفادة من ثمرات التوكل.
خامسا: التوكل الحق على الله هو طريق للعزة: قال الله تعالى " ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم ". سادسا: الله سبحانه وتعالى يحب المتوكلين عليه وإذا أحب الله عبدا قربه منه ورزقه وكفاه وحرمه على النار. سابعا: التوكل الحق على الله عنوان للإيمان بالله قال تعالى: وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين " سورة المائدة فالمؤمن الصادق هو من يتوكل على الله. ثامنا: التوكل يصلح الأحوال ويفرج الهم فالتوكل على الله والاعتماد عليه يفرج الهم ويدفع البلاء ويخفف المصائب والفتن. تاسعا: التوكل يأمن الناس من الخوف فضعف التوكل على الله يتسبب في الشعور بالقلق والخوف ، أما التوكل والذي يجعل القلب متصلا بالله سبحانه وتعالى يجعل القلب مطمئنا وواثقا في أقدار الله. عاشرا: التوكل على يكون سببا في إجابة الدعوات وتحقيق المطالب فمع السعي يتطلب التوكل ، وثقة العبد في ربه والتوكل عليه بحق تتحقق مطالبه وتجاب دعواته. أقسام التوكل الأول: التوكل في أمور ليست بيد أحد إلا الله ، مثل التوكل على الأموات وغيرهم في تحقيق المطالب مثل الرزق ، أو الشفاعة ، وهذا شرك بالله [2]. الثاني: التوكل في الأمور والأسباب الظاهرة ، مثل من يطلب العون من شخص أو يتوكل على طلب رزقه من سلطان ، ومن يطلب الحفظ من الأذى من أمير أو رجل ذات منصب ، وهو شكر بالله أيضا.
«حسبي الله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، من قالها حين يصبح وحين يمسي سبع مرات؟ كفاه الله همه، وأراحه مما أهمه » ، وكان الإمام سعيد بن جبير يدعو فيقول: (اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك ، وحسن الظن بك).
الثالث: وهو التوكل عن طريق شخص ما بالإنابة عنه في أي عمل مثل البيع والشراء ، ورغم إجازة هذا الفعل ولكن ليس لأحد أن يعتمد على أحد آخر الحصول على وكل إليه أي ، لا ينبغي أن يعتمد شخص على شخص آخر في تيسير الأمور أو زيادة الرزق. أهمية التوكل التوكل على الله يعتبر خلق من أخلاق الإسلام ، وهو من أعلى درجات اليقين بالله ، هو أشرف ما يصف به المقربين لله ، وهو أيضاً نصف الدين ، ومنزلة المتوكلين من أكبر المنازل عند الله ، فهو مفتاح الخير والرضا والطمأنينة [3]. وهو افضل عبادة يتقرب بها العبد من ربه ، فقد قاله الله سبحانه وتعالى " وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين " سورة المائدة. والتوكل شرط من شروط الإيمان وتمامه ، فكلما زاد قرب العبد من ربه وإيمانه به يكون توكله على الله اكبر من أي شيء. ومن ضعف إيمانه ضعف توكله ، قاله الله سبحانه وتعالى " وعلى الله فليتوكل المؤمنون " سورة آل عمران ، وفي أية أخري قال تعالى " وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين " سورة يونس. فقد جعل الله سبحانه وتعالى التوكل دليل على صحة الإسلام وقوة الإيمان ، والتوكل عبادة عظيمه فهو عبادة جامعه ، ويقترن التوكل بثلاث مراتب في الدين الإسلامي وهم الإيمان ، والإسلام ، والإحسان.
إن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ فإن المؤمنون ليسوا على درجة واحدة في معرفة أسماء وصفات الله تعالى كما أشرنا إلى ذلك، ولهذا تتفاوت درجات إيمانهم، ولذلك فإن المؤمنين المهتدين يؤمنون بأسماء الله وصفاته فيدعون الله بأسمائه، ويصفونه بصفاته غير مشبهين صفاته بصفات المخلوقين، ولا مؤوولين، ولا معطلين، مع الاعتقاد الجازم بأن الله ليس كمثله شيء، قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]. والقرآن العظيم عرض كثيرًا من صفات أهل الإيمان، وتحدثت آياته عن أهمها، ودعت المؤمنين للاتصاف بها حتى يعيشوا حياة إيمانية مباركة، والإيمان والعمل بها يكسب صاحبها نفعا عاما مجزيا ويمنحه مكاسب ضخمة، وأرباحا في الدنيا والآخرة. إن الإيمان والعمل بالتوكل الصحيح ينفع صاحبه نفعا ملحوظًا في عالم الفضائل والقيم والأخلاق وفي عالم السعي والحركة والعمل والحياة... فمن هذه المكاسب والثمرات الأمل والرجاء، والرجاء المقصود هنا بمعنى "الاستبشار بجود وفضل الرب تبارك وتعالى والارتياح لمطالعة كرمه سبحانه، وقيل هو النظر إلى سعة رحمة الله" [1]. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 218]، فالرجاء تغلغل في قلوبهم بعد توكلهم على الله وملاهم الأمل في النجاة.
[٦] التفكر في علم الله وقدرته وإحاطته بكل شيء. [٦] وكما أنّ للتوكل أموراً تحققه فإنّ له أموراً تنافيه أيضاً، منها: [٦] الاعتماد على الناس في قضاء الحاجات وتحقيقها. ارتكاب الذنوب والمعاصي والغرق بالشهوات. ضعف إيمان العبد وعدم طاعته لله. الجهل بأسماء الله، وصفاته، وعلمه، وقدرته، وإحاطته بكل شيءٍ. اغترار الإنسان بما يملك من مال وجاه، فيظنّ أنّها السبب في تحقيق ما يريد فيتكل عليها. الاعتماد الكليّ على الأسباب اعتقاداً من فاعلها أنها تحقق ما يريد. الاعتماد على أمرٍ ليس سبباً شرعياً، مع الاعتماد على الله كالاعتماد على التمائم. [٣] الاعتماد على سببٍ غير مؤثرٍ كالأموات والغائبين. [٣] أقسام التوكل على الله إنّ للتوكل على الله عدة أقسام، منها: [٣] توكل العبد على ربه في إصلاح نفسه دون غيره. توكل العبد على ربه في إصلاح نفسه وإصلاح غيره وإزالة الضلال عن الأرض. توكل العبد على ربه في جلب مصالحه الدنيوية كالزواج والعمل. توكل العبد على ربه في دفع المحرمات عنه. والناس في التوكل على الله أقسامٌ: [٦] صنف اعتمد على الله بقلبه ولم يأخذ بالأسباب، ولم يبذل مجهوداً في تحقيق ما يريد، فما يفعله هذا القسم من الناس مذموم، وهو ما يسمى التواكل على الله وليس التوكل، فعن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قال: (كان أهلُ اليمنِ يَحُجُّون ولا يَتَزَوَّدون، ويقولون: نحن المُتَوكِّلون، فإذا قَدِموا مكةَ سألوا الناسَ، فأَنْزَلَ اللهُ تعالى: وتزودوا فإن خير الزاد التقوى).