medicalirishcannabis.info
فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا (23) وقوله: ( فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة) أي: فاضطرها وألجأها الطلق إلى جذع النخلة وهي نخلة في المكان الذي تنحت إليه. وقد اختلفوا فيه ، فقال السدي: كان شرقي محرابها الذي تصلي فيه من بيت المقدس. وقال وهب بن منبه: ذهبت هاربة ، فلما كانت بين الشام وبلاد مصر ، ضربها الطلق. وفي رواية عن وهب: كان ذلك على ثمانية أميال من بيت المقدس ، في قرية هناك يقال لها: " بيت لحم ". قلت: وقد تقدم في حديث الإسراء ، من رواية النسائي عن أنس ، رضي الله عنه ، والبيهقي عن شداد بن أوس ، رضي الله عنه: أن ذلك ببيت لحم ، فالله أعلم ، وهذا هو المشهور الذي تلقاه الناس بعضهم عن بعض ، ولا يشك فيه النصارى أنه ببيت لحم ، وقد تلقاه الناس. وقد ورد به الحديث إن صح. وقوله تعالى إخبارا عنها: ( قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا) فيه دليل على جواز تمني الموت عند الفتنة ، فإنها عرفت أنها ستبتلى وتمتحن بهذا المولود الذي لا يحمل الناس أمرها فيه على السداد ، ولا يصدقونها في خبرها ، وبعدما كانت عندهم عابدة ناسكة ، تصبح عندهم فيما يظنون عاهرة زانية ، فقالت: ( يا ليتني مت قبل هذا) أي قبل هذا الحال ، ( وكنت نسيا منسيا) أي لم أخلق ولم أك شيئا.
يا ليتني مت قبل هذا! تلك الأيام العِجاف التي تهدف بستاني المزهر هي القاسية حقًّا منذ أن ابتدأت القصة... ها هي تقطف من بستاني وردةً تلو الأخرى حتى عمَّ الخراب، ولم أَكَدْ أُميِّز ذاك الموطن الذي كنت أميل للخلوة فيه، أترقَّب غروب الشمس، وأستنشق الهواء النقي؛ لتصفوَ روحي، وأمحو آلام قلبٍ كاد الأنين يُمزِّقه. هنا كانت تُراودُني أحلامي الوردية، وتعانقني طموحاتي الراقية، ابتسمت لي الحياة، ودثَّرتني تلك الأغصان الفاقعُ لونُها بملمسها الناعم، كانت تُطيِّب فؤادي، وتشُدُّ أَزْرِي، أما عن همساتها في أذني، فكنت أذوب عشقًا لعذوبتها، فأعيش خيالًا فيَّاضًا بالجمال والصفاء كطفلٍ هائمٍ في ملكوت الرحمن. مرَّت السنون، وتناثرت تلك الأيام، حين انقضَّ عليها سوط وقسوة الأحداث، تباينت مرارتها وتكدرها، حتى تناسيتُ ذاك الربيع الذي كنت أحياه. دفنت بتراب وطني تلك الخيالات، وسئمت ذاك الأسْر الذي كبَّلني وأجهَضَ تشييد الآمال. هنا سطَّرت بأحرفٍ غائمةٍ في أنحاء البلدان، وبانكسارٍ عصفت بها مسامع الرجال: يا ليتني مت قبل هذا! فلا حيلة لي إلا هذا التمنِّي، حين توانت عني مظاهر الحرية والأمان، ففي محمية ذئابٍ صرتُ أنا معصوب العينين، مكتوف اليدين، تنهشني تلك الذئاب المتوحِّشة في ظلام الليل الذي لا يكاد ينجلي.
ففي الزمن الذي تخسر فيه عملاً ما، ويسرقون منك أمانك الوظيفي، ويسلبونك ثقتك بقيمك، وتردد دون إرادة منك: «ليتني مت قبل هذا»، ستجد أمامك صديقًا حقيقيًا يلف حزنك ويدفعك للاستمرار في الحياة. وفي الوقت الذي تواجه فيه أقسى مشاعر الخسارة، فتخسر وجود أهلك بجانبك، وينكرون وجودك إخوتك، وتتمنى حينها أن تتوقف بك الحياة وتجد في الموت ملاذا من هذا أغدر الأخوي، ستقودك دروب حياتك إلى ممرات أخرى مزروعة بأناس ينطبق عليهم قول: «رب أخ لم تلده أمك». وعندما يقف أطفالك أمام جدار زجاجي شفاف يحرمهم من عيش كريم، حلم بسيط، لقمة خبز مغمسة بشعور الاكتفاء، ويرسمون ببراءتهم رغباتهم بألوان حزينة على جزيئاته، وتعجز كوالد أو كوالدة من تأمين أبسط حقوقهم، سيأتي أحدهم يمد يده لكم ويكسر ذلك الجدار بإنسانيته، وستتابعون أحلامكم وحياتكم رغم صعوبة الظروف. فلا تيأس وإن طال البلاء، والمؤمن وإن رمته قسوة البشر أرضاً، هناك دائما متكأ يستند إليه، وهي «رحمة الله»، فلنشكرهم، نشكر الأهل، الأصحاب، الأخوة، البشر الذين مروا في حياتنا، وجعلونا نردد ألما: «ليتني مت قبل هذا»، لأننا بفضلهم تذوقنا نعمة الرحمة، وسبحان من يحن علينا حين يقسو علينا كل شيء.
. عندما لا تستطيع تسميه حزنك وتكتفي بالإشارة إليه قائلًا: " هذا "، عندما تقف كلمات العزاء في حنجرتك، تحضن نفسك في العتمة حتى لا تنفرط أجزاءك قطعة قطعة، لا تستطيع أن تتكلم حتى لا تغرق. كما تبدو متأكدًا ولا تحمل أدنى شكّ أن حياتك كانت أفضلًا " قبل هذا "، هذا الذي يطحن روحك، ويشوّش الرؤية حولك ويخلط الأصوات فلا تدري إن كانت صادرة من داخلك أم الأشياء المُحيطة بك. كدويّ قنبلة بالقرب من أذنك التي تنزف شمعًا للتخلص من هذا الضجيج. تريد خلع جلدك وارتداء آخر، أوسع، أنظف، محشوًا بـ قش أو قطن.. عندما تستطيع معرفة ما يؤذيك، ويمكن أن تلتقطه بين يديك وتتخلص منه كشوكة. فترى الجميع كالصبار، ممتلئين بالأشواك! إن أشواكهم نحو الخارج لتحميهم، أليست الأشواك التي تؤذي الآخرين، مؤذية لنا أيضًا؟ وكيف تلتقط أشواكك وتتخلص منها؟ وتعيش بلا خط دفاع؟ حين يهجم عليك " هذا " الحزن الذي لا تدري متى سيحل؟. عندما تكتشف أن جدرانك التي بنيتها لم تكن كافية لحمايتك، كنت رقيق كفقاعة مساحيق الغسيل، والالتماع الصغير الذي يعكس الضوء الساقط على فقاعتك، لم يكن نافذة، وإنما حرارة تذيب حدودك، لتجد نفسك عاريًا أمام " هذا " الذي يتغذى على روحك، كفيروس انتهز فرصة ضعفك واتخذك محطة لانقساماته التي كان يحلم بها عندما لم يكن حيّ، لذلك يتضاعف حتى لا تعود أنت، أنت الذي اعتدت أن تكونه.. عندما يكون كل شيء حولك نظيف ولامع، لكنك تشعر بالنتانة تغلف الهواء وتشعر أنه ثقيل يمكنك أن تقبض عليه بيديك.
أما إن اختار أحد الصفين فليتبوء مقعده الذي أعده الله له إن كان على صواب فله ما له وإن كان على باطل فعليه ما عليه. أما ما قرره السادة العلماء على رأسهم العلامة محمد سعيد رمضان البوطي حفظه الله وحماه، والعلامة يوسف القرضاوي حفظه الله وحماه فهم علماء بأصول الدين وهم أدرى به فمن أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر واحد. وأعود إلى أصل موضوعي، قبل أعوام كنا نشاهد المسلسلات السورية وغيرها التي تعرض مشاهد إجرام تدعي أنها من فحوى الواقع ، ونحن نتساءل في أنفسنا بنوع من الإنكار هل في مجتمعاتنا هذا الإجرام ، أقول بروح تتقطع ألما إن ما نراه اليوم من فتك متبادل يفوق كل أفلام الأكشن والرعب الهوليودية التي إن شاهدناها لا بد أن نوقن في أنفسنا أنها لا تزيد عن كونها تمثيل وخدع سينمائية لا بد أن يأتي برنامج ما يفك بنيتها ليبين لنا كيف صيغت. أما هذه الأفلام القصيرة والقصيرة جدا العربية فلا يستطيع المرء أن يصل فيها إلى يقين مطلق. هي فوق الفبركات والخدع بمرات ومرات وفوق الحقيقة بما لا أدري بكم من المرات.
يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا.. صدق الله العظيم بس انتي ذكرتي الآية على أنك محبطة وفي حالة يأس وربي يقول ولاتقنطوا من رحمة الله... كما يقول ايضا ولاتيأسوا من روح الله انه لاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون أنا أعيش فقط لأجل الله و عائلتي و شخص. لولاهم لأنتحرت قبل سنوات. لا اله الا الله خير ؟ فش اشي مستاهل يخلينا نقول هيك
والحمل: العلوق ، يقال: حملت المرأة ولداً ، وهو الأصل ، قال تعالى: { حملته أمه كرهاً} [ الأحقاف: 15]. ويقال: حملت به. وكأن الباء لتأكيد اللصوق ، مثلها في { وامسحوا برؤوسكم} [ المائدة: 6]. قال أبو كبير الهذلي: حملت به في ليلة قرءودة... كرهاً وعقد نطاقها لم يُحلَل والانتباذ تقدم قريباً ، وكذلك انتصاب { مكاناً} تقدم. و { قَصِيّاً} بعيداً ، أي بعيداً عن مكان أهلها. قيل: خرجت إلى البلاد المصرية فارّة من قومها أن يعزّروها وأعانها خطيبها يوسف النجّار وأنها ولدت عيسى عليه السلام في الأرض المصرية. ولا يصح. وفي إنجيل لوقا: أنها ولدته في قرية بيت لحم من البلاد اليهودية حين صعدت إليها مع خطيبها يوسف النجار إذ كان مطلوباً للحضور بقرية أهله لأن ملك البِلاد يجري إحصاء سكان البلاد ، وهو ظاهر قوله تعالى: { فأتت به قومَها تحمله} [ مريم: 27]. والفاء في قوله: { فَأَجَاءَها المَخَاضُ} للتعقيب العُرفي ، أي جاءها المخاض بعد تمام مدة الحمل ، قيل بعد ثمانية أشهر من حملها. و { أجَاءها معناه ألْجأها ، وأصله جاء ، عدي بالهمزة فقيل: أجاءه ، أي جعله جائياً. ثم أطلق مجازاً على إلجاء شيء شيئاً إلى شيء ، كأنه يجيء به إلى ذلك الشيء ، ويضطره إلى المجيء إليه.