medicalirishcannabis.info
وقال قتادة: الحكمة السنة وبيان الشرائع. وقيل: الحكم والقضاء خاصة ، والمعنى متقارب. ونسب التعليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حيث هو يعطي الأمور التي ينظر فيها ، ويعلم طريق النظر بما يلقيه الله إليه من وحيه. ويزكيهم أي يطهرهم من وضر الشرك ، عن ابن جريج وغيره. والزكاة: التطهير ، وقد تقدم. وقيل: إن الآيات تلاوة ظاهر الألفاظ. والكتاب معاني الألفاظ. وما كان الله ليعجزه من شيء – تجمع دعاة الشام. والحكمة الحكم ، وهو مراد الله بالخطاب من مطلق ومقيد ، ومفسر ومجمل ، وعموم وخصوص ، وهو معنى ما تقدم ، والله تعالى أعلم. إنك أنت العزيز الحكيم والعزيز معناه المنيع الذي لا ينال ولا يغالب. وقال ابن كيسان: معناه الذي لا يعجزه شيء ، دليله: وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض. الكسائي: العزيز الغالب ، ومنه قوله تعالى: وعزني في الخطاب وفي المثل: " من عز بز " أي من غلب سلب. وقيل: العزيز الذي لا مثل له ، بيانه ليس كمثله شيء. وقد زدنا هذا المعنى بيانا في اسمه العزيز في كتاب " الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى " وقد تقدم معنى الحكيم والحمد لله.
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) قوله تعالى: ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم قوله تعالى: ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يعني محمدا صلى الله عليه وسلم. وفي قراءة أبي " وابعث في آخرهم رسولا منهم ". وقد روى خالد بن معدان: أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا له: يا رسول الله ، أخبرنا عن نفسك ، قال: نعم أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة فاطر - الآية 44. ورسولا أي مرسلا ، وهو فعول من الرسالة. قال ابن الأنباري: يشبه أن يكون أصله من قولهم: ناقة مرسال ورسلة ، إذا كانت سهلة السير ماضية أمام النوق. ويقال للجماعة المهملة المرسلة: رسل ، وجمعه أرسال. يقال: جاء القوم أرسالا ، أي بعضهم في أثر بعض ، ومنه يقال للبن رسل; لأنه يرسل من الضرع. قوله تعالى: ويعلمهم الكتاب والحكمة الكتاب القرآن والحكمة المعرفة بالدين ، والفقه في التأويل ، والفهم الذي هو سجية ونور من الله تعالى ، قاله مالك ، ورواه عنه ابن وهب ، وقاله ابن زيد.
هامش ↑ [ البقرة: 20] ↑ [ الكهف: 45] ↑ [ فاطر: 44] ↑ [ البقرة: 255] ↑ [ الكهف: 49] ↑ [ سبأ: 3] ↑ [ ق: 38] ↑ [ الأنعام: 103] ↑ [ الشورى: 11] ↑ [ فاطر: 44]
أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44) يحض تعالى على السير في الأرض، في القلوب والأبدان، للاعتبار، لا لمجرد النظر والغفلة، وأن ينظروا إلى عاقبة الذين من قبلهم ممن كذبوا الرسل، وكانوا أكثر منهم أموالا وأولادا وأشد قوة، وعمروا الأرض أكثر مما عمرها هؤلاء، فلما جاءهم العذاب، لم تنفعهم قوتهم، ولم تغن عنهم أموالهم ولا أولادهم من اللّه شيئا، ونفذت فيهم قدرة اللّه ومشيئته. { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ} لكمال علمه وقدرته { إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا}
وجيء بلام الجحود مع كان المنفية لإفادة تأكيد نفي كل شيء يحول دون قدرة الله وإرادته ، فهذه الجملة كالاحتراس. ومعنى يعجزه: يجعله عاجزا عن تحقيق مراده فيه فيفلت أحد عن مراد الله منه. وجملة إنه كان عليما قديرا تعليل لانتفاء شيء يغالب مراد الله بأن الله شديد العلم واسعه لا يخفى عليه شيء وبأنه شديد القدرة. وقد حصر هذان الوصفان انتفاء أن يكون شيء يعجز الله لأن عجز المريد عن تحقيق إرادته: إما أن يكون سببه خفاء موضع تحقق الإرادة ، وهذا ينافي إحاطة العلم ، أو عدم استطاعة التمكن منه وهذا ينافي عموم القدرة.
قال الله ﷻ: ﴿وَمَا كانَ الله ليعجزهُ من شيء في الأرض ولا في السماء ﴾ فاطر:44. شفاءُك ، زوال همّك ، أُمنياتك ، لن تُعجـز الله ، فقط ثـق بربك فهو المدبر لكل مخلوقاته