medicalirishcannabis.info
الشيخ بدر الدين مجاهدا ومحرضا على مقاومة المستعمر: ونُقل عن السيد العلامة الحمزاوي أنه لما قامت الثورة على الاحتلال الفرنسي في سورية: "كان الشيخ يطوف المدن السورية، متنقلاً من بلدة إلى أخرى، حاثا على الجهاد وحاضاً عليه، يقابل الثائرين ويغذيهم برأيه، وينصح لهم بالخطط الحكيمة، فكان أباً روحياً للثورة والثائرين المجاهدين" ويتحدث الشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله – عن هذه الرحلة بقوله: "وأنا أحب أن أعرض للقراء صفحة مطوية من تاريخ الشيخ بدر الدين، هي رحلته في سنة 1924م، مع الشيخ علي الدقر والشيخ هاشم الخطيب، من دمشق إلى دوما إلى النبك إلى حمص وحماة إلى حلب. هذه الرحلة التي طافوا فيها لبلاد الشام "سورية" كلها، وكانوا كلما وصلوا قرية أو بلدة، خرج أهلها عن بكرة أبيهم لاستقبالهم بالأهازيج والمواكب، ثم ساروا وراءهم إلى المسجد، فتكلموا فيه ووعَظوا وحمّسوا، وأثاروا العزة الإسلامية في النفوس، وحثّوا على الجهاد لإعلاء كلمة الله، فكانت هذه الرحلة هي العامل الأول والمباشر لقيام الثورة السورية ضد فرنسا، وقد امتدت سنتين منذ عام 1925م، وأذهلت ببطولاتها أهل الأرض. وقد قامت الثورة في الغوطة كما نعرف – وقد رأيناها رأي العين – قبل أن تقوم في الجبل (جبل حوران)، وقد بدأت بخروج طلبة العلم بدافع الجهاد، ومن أوائل من خرج إليها شيخ من تلاميذ الشيخ هاشم الخطيب، هو الشيخ ممد بن إسماعيل الخطيب.
"بدر الدين الحسني". الموسوعة العربية. انظر أيضاً [ تحرير | عدل المصدر] تاج الدين الحسني للاستزادة [ تحرير | عدل المصدر] رياض المالح ، عالم الأمة وزاهد العصر (دمشق 1397هـ/1977م). محمد صالح الفرفور، المحدّث الأكبر، وإمام العصر كما عرفته (دارالإمام أبي حنيفة، دمشق 1406هـ/1986م). يسرى دركزلي ، المحدّث الأكبر محمد بدر الدين الحسني (مطبعة خالد بن الوليد، دمشق 1398هـ/1977م).
بدر الدين الحسني الشافعي الأشعري ، هو محمد بدر الدين بن يوسف بن بدر الدين بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن عبد الله بن عبد الملك بن عبد الغني الحسني، المغربي، المراكشي، السبتي من ذرية الشيخ الجزولي. ولد بدر الدين الحسني في دمشق سنة 1267هـ الموافق لـ لسنة 1850 م، وكانت ولادته في داره الملاصقة لدار الحديث الأشرفية التي كانت مقره ومقر علماء الحديث، وولادته هذه من أبوين فاضلين. فوالدته السيدة عائشة بنت إبراهيم الشهير بالكزبري هي من عوائل دمشق المعروفة بالعلم، خصوصًا علم الحديث الشريف الذي انتهت رئاسته إليها، وهي عائلة آل الكزبري ، وقد اعتنت رحمها الله بولدها، وسلمته إلى شيوخ العصر، ومن اعتنائها به أنها كانت لاترضعه إلا وهي على طهارة كاملة وكانت في شهر رمضان لاترضعه نهارًا. وقد رأت أمه رسول الله ﷺ وقد وضع تمرة في فمه فاستيقظت من منامها والتمرة في فمه يمضغها. ووالده هو الشيخ يوسف بن الشيخ بدر الدين المراكشي السبتي الحسني الشافعي مذهبًا [1] الدمشقي وفاة ينتهي نسبه إلى الولي الشيخ عبد العزيز التباع أستاذ الولي الشيخ الجزولي، والشيخ عبد العزيز المذكور ينتهي نسبه إلى الحسن السبط، والشيخ يوسف المذكور هاجر من مراكش إلى مصر ودخل الجامع الأزهر وأخذ عن الشيخ حسن العطار والشيخ الصاوي والفضالي والأمير الصغير والشيخ فتح الله وغيرهم من مشايخ العصر.
بقلم: محمد حامد الناصر العلاّمة المحدِّث، أصله من مراكش، ولد في دمشق، وحفظ الصحيحين غيباً بأسانيدهما، ونحو عشرين ألف بيت من متون العلوم المختلفة، وانقطع للعبادة والتدريس، وكان ورعاً وبعيداً عن الدنيا، وارتفعت مكانته عند الحكام وأهل الشام كن محدث الشام في عصره، وكان يأبى الإفتاء ولا يرغب في التصنيف، ولا نعرف له غير رسالتين مطبوعتين، إحداهما في سنده لصحيح البخاري، والثانية في شرح قصيدة "غرامي صحيح" في مصطلح الحديث(2). كان الشيخ بدر الدين مكانة عظيمة، لعلمه وورعه، وأثره في الناس. يقول الشيخ على الطنطاوي في كتابه "رجال من التاريخ": "لقد فتحت عيني على الدنيا، وأنا أسمع الناس في دمشق، العالم منهم والجاهل، يصفونه بأنه شيخ الشام، وأنه المرجع في كل أمر في الخاص والعام، إن قال، وقف العلماء عند قوله... يُجمعون على تقديمه وتعظيمه، يرون طاعته من طاعة الله، لأنه يبيِّن للناس حكم الله، ويعلِّمهم شريعة الله". "رجل عاش ثمانين سنة بالعلم وللعلم، وما جرى فيها بغير العلم لسانه، إلا أن تكون كلمة لابد منها... ما ترك الدرس قط، ولا يوم وفاته، الرجل الذي لبث ثمانية سنة، ما مَسَّ جنبه الأرض، وما اضطجع إلا في مرض الموت... وما نام كما ينام الناس، بل كان يجلس في الليل ليقرأ... الرجل الذي كان يراقب الله والناس عنه غافلون".
ينتهي نسب الشيخ بدر الدين إلى حفيد رسول الله الحسن رضي الله عنه، كان لوالده الشيخ يوسف الفضل في إعادة دار الحديث، بعد أن تحولت حانة خمر لأحد نصارى الشام، إلى عهدة العلم، وهي الدار التي درس فيها علماء الأمة الكبار من أمثال ابن الصلاح والنووي والسبكي والمزّي. بعد وفاة والده وهو ابن اثني عشر عاماً، درس في المدرسة القلبقجية بدمشق، وحفظ القرآن فيها ودرس العلوم على يد الشيخ أبو الخير الخطيب أبرز علماء دمشق آنذاك، اشتهر بحفظ نادر في الحديث النبوي وأسانيده، وعندما بدأ التدريس في جامع السادات ذاع صيته، كمحدّث، وكثر عليه الطلاب، فعينت له الدولة العثمانية راتباً إلزامياً. عرف عنه الذكاء النادر، والفراسة الكبيرة، وحسن الخلق والتلطف، والزهد، والإيثار، والمواظبة على العلم ونشره؛ فقد أمضى حياته في الدرس والمطالعة والتدريس ما بين داره في حي النقاشات بجوار الجامع الأموي وما بين دار الحديث الأشرفية، وما بين قبة النسر في الجامع الأموي الكبير في دمشق. قليل الكلام لا يتكلم إلاّ لضرورة، كثير العبادة، شهد له أبناء عصره بالتقوى والورع، مطبوع على مكارم الأخلاق، متمسك بما عليه السلف الصالح، كان لا يحب أن يخرج في غير هيئتهم، ويرى الإفراط في التأنق في الملبس من سفساف الأمور، وكان يراه الرجل حتى ليخال أنه واحدٌ من الصحابة أو التابعين، اقتطع من ذلك الزمان وجيء به إلينا، وهو أمر زرع له الهيبة العظيمة في النفوس، وبتواضعه الجم في غير ذل، وتعظيمه للعلماء واحترامه للناس عامتهم وخاصتهم جعله عظيم الإكبار والإجلال في قلوبهم.