medicalirishcannabis.info
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 7/11/2009 ميلادي - 20/11/1430 هجري الزيارات: 72325 وقفة مع آية إن تبدوا الصدقات فنعما هي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد: فقد قال الله - تعالى -: ﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لُكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 271]. قال القُرطبيُّ: "ذهب جمهور المفسِّرين إلى أن هذه الآية في صَدَقَة التطوُّع؛ لأن الإخفاء فيها أفضلُ من الإظهار، وكذلك سائر العبادات، الإخفاءُ أفضل في تطوُّعها؛ لانتفاء الرِّياء عنها، وليس كذلك الواجبات" [1] ؛اهـ. قال ابنُ كثيرٍ: "وفي الآية دلالةٌ على أن إسرار الصَّدَقة أفضل مِن إظهارها؛ لأنَّه أَبْعَدُ عن الرِّياء، إلَّا أن يترتَّب على الإظهار مصلحةٌ راجحةٌ، من اقتداء الناس به؛ فيكون أفضل من هذه الحَيْثِيَّة، وإلا فالإِسرار أفضلُ" [2] ؛اهـ. ان تبدوا الصدقات فنعما هي وان تخفوها. قال القُرطبيُّ: "وهذا - أي: إظهار الصَّدَقة - لِمَن قَوِيَتْ حالتُه، وحَسُنَتْ نِيَّتُه، وأَمِنَ من الرِّياء، وأما مَن ضَعُفَ عن هذه الرُّتْبَة؛ فالسِّرُّ له أفضلُ" [3] ؛ اهـ.
شكرا لدعمكم تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة, وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
والقراءة الثانية: قرأ ابن كثير ونافع برواية ورش وعاصم في رواية حفص " فنعما هي " بكسر النون والعين ، وفي تقريره وجهان: أحدهما: أنهم لما احتاجوا إلى تحريك العين حركوها مثل حركة ما قبلها. والثاني: أن هذا على لغة من يقول " نعم " بكسر النون والعين ، قال سيبويه: وهي لغة هذيل.
الثالث: ما يُخفَى تارةً ويُظهَرُ أخرى، كالصَّدَقات، فإنْ خاف على نفسه الرِّياء، أو عَرَفَ ذلك مِن نفسه، كان الإخفاء أفضلَ من الإبداء؛ لقوله - تعالى -: ﴿ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لُكُمْ ﴾ [البقرة: 271]... "؛ إلى آخر ما قال [8]. إن تبدوا الصدقات فنعما ها و. وممَّا تَقدَّم مِن الآيات والأحاديث يتبيَّن أنه ينبغي للمؤمِن أن يُخفيَ أعماله الصالحة عن الخَلْق، إلَّا التي يُشرع إعلانها، فإنَّ الذي يَعمل لأجلِه لا تَخفى عليه أعماله، وسيجزيه عليها أَوْفَر الجزاء؛ قال - تعالى -: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ﴾ [التوبة: 105]، ولْيعلمِ العبدُ أنه لا ينفعه اطِّلاعُ النَّاس على ما يعمله؛ بل قد يَضُرُّهُ إذا أحبَّ ذلك. وقد كان هَدْيُ السَّلَف الصَّالِح الحرصَ على إخفاء الأعمال؛ وذلك لِكَمال إخلاصهم، وصفاء نِيَّاتِهم. فعن أبي قتادة - رضي الله عنه -: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر: ((مررتُ بكَ وأنت تُصلِّي، تخفضُ من صَوْتِكَ))، فقال: "إني قد أَسْمَعْتُ مَنْ ناجَيْتُ يا رسول الله" [9]. ونقل الذَّهبيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء": أنَّ عليَّ بن الحسين كان يَحْمِل الخبزَ باللَّيْل على ظَهْرِه، يتبع به المساكين في الظُّلْمَة، ويقول: "إنَّ الصَّدَقة في سواد الليل تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ".
ولا يبعد عن هدي الآية من يقول: إن الإنفاق في المصالح العامة كإنشاء المدارس للتربية الملية والتعليم النافع ، وإنشاء المستشفيات والدعوة إلى الدين والجهاد ونحو ذلك يشبه إيتاء الزكاة ، فلا ينبغي إخفاؤه وإن أخفى المنفق اسمه ، وإن تفضيل الإخفاء خاص بالصدقة على الفقراء كما هو صريح قوله: وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء إلخ. ولم يقل: وإن تخفوها وتجعلوها في سبيل الله فهو خير لكم ، وذلك أن الصدقة على الفقير سد لخلته ، فلا يحتاج فيها إلى المباراة في الاستكثار كما يحتاج في إقامة المصالح العامة ، ثم إن فيها من ستر حاله وحفظ كرامته ما لا يجيء مثله في المصالح. [ ص: 69] وقد ورد في حديث البخاري أن: " من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه " ومن الناس من يظن أن إخفاء كل أعمال الخير أفضل من إظهارها ، وأنه خير للإنسان أن يكون مخمولا من أن يكون معروفا بالخير مقتدى به ، فأين من هذا الظن قوله - تعالى -: ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين [ 28: 5] وقوله - عز وجل -: وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا [ 32: 24] الآية. فوائد الصدقة في الإسلام. وقوله في بيان دعاء عباده: واجعلنا للمتقين إماما [ 25: 74] فهل يكون الإمام الذي يقتدى به في الخير مخمولا مجهولا ؟.
والحمد لله ربِّ العالمين. وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] "تفسير القرطبي" (3/ 332). [2] "تفسير ابن كثير" (1/ 322). [3] "تفسير القرطبي" (3/ 333). [4] "تفسير ابن القيم" (ص:170). [5] "صحيح البخاري"، (1/ 440)، برقم (1423)، و"صحيح مسلم"، (2/ 715)، برقم (1031). [6] "سنن أبي داود"، (2/ 38)، برقم (1333). [7] "المعجم الصغير"، للطبراني (2/ 95)، وصححه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع"، رقم (3759). إسلام ويب - تفسير المنار - سورة البقرة - تفسير قوله تعالى إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم - الجزء رقم2. [8] "قواعد الأحكام"، (1/ 152). [9] "سنن أبي داود"، (2/ 37)، برقم (1329). [10] "سير أعلام النبلاء"، (4/ 386). [11] "سير أعلام النبلاء"، (4/ 260). [12] "جامع العلوم والحكم"، (1/ 310). [13] "تفسير ابن كثير"، (2/ 221).
3- صدقة السر سببٌ من أسباب رضا الله عنك: روى الطبراني في الكبير وصححه الألباني عن معاوية بن حيدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إن صدقة السر تطفئ غضب الرب، وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء » [4]. 4- صدقة السر سببٌ من أسباب حبِّ الله لك: روى الترمذي وصححه عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله؛ فأما الذين يُحبهم الله، فرجلٌ أتى قومًا فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة بينه وبينهم، فمنعوه فتخلف، رجلٌ بأعقابهم فأعطاه سرَّا لا يعلم بعطيته إلا الله والذي أعطاه، وقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحبَّ إليهم مما يُعدل به، نزلوا فوضعوا رؤوسهم، فقام أحدهم يتملقني ويتلو آياتي، ورجلٌ كان في سرية، فلقِي العدو فهزموا، وأقبل بصدره حتى يُقتل أو يُفتح له، والثلاثة الذين يبغضهم الله: الشيخ الزاني والفقير المختال والغني الظلوم » [5]. [1] البقرة: 271. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة البقرة - قوله تعالى إن تبدوا الصدقات فنعما هي- الجزء رقم2. [2] البقرة: 274. [3] متفق عليه: رواه البخاري «1423» ومسلم «1031». [4] صحيح: رواه الطبراني «951» وصححه الألباني في صحيح الجامع «3759». [5] صحيح: رواه الترمذي «2568» وصححه. 2 0 845