medicalirishcannabis.info
رغم فترته الطويلة في الحكم، فإن الملك كان مثار اهتمام الفرنسيين يتابعون أخباره ونشاطاته باهتمام كبير مناعة ضد الأمراض وفي جميع مراحل حياته، تعرض الملك لويس الرابع عشر لكثير من الأمراض التي كان ينجو منها كل مرة، فعندما كان رضيعا تعرض لنزيف قوي لم يستطع التخلص منه إلا بعد جهد كبير من الأطباء، وفي التاسعة من عمره أصيب بمرض الجدري، وفي الثانية والعشرين كادت حمى التيفويد تقضي على حياته، وفي السابعة والأربعين خضع لعملية جراحية خطيرة أطلق عليها اسم "العملية الكبيرة"، بالإضافة لأمراض أخرى خطيرة أصيب بها مثل الناسور والكلى. وتقول هيلينا ديلاليكس مؤلفة كتاب "عن سيرة لويس الرابع عشر" إن أطباء البلاط كانوا محظوظين لأن الملك كان يتمتع بجسم قوي يمثل قوة من قوى الطبيعة ساعده في التغلب على جميع الأمراض الخطيرة التي عانى منها. وبعدما تقدم في العمر وبلغ من الكبر عتيا، شاخت دولته وأصبح قصره يتراجع بعد الريادة التي كان يحظى بها كواحد من أهم مراكز الثقافة والإبداع، وحينها شعر بالملل وبدأ يفقد قوته، لأن جميع من عاصروه من الملوك والرؤساء والوزراء كانوا قد قضوا نحبهم. وعند مطلع القرن الثامن عشر كان عصر التنوير بدأ يلوح في الأفق وزاد وعي الناس بحقوقهم المدنية، فضاعف ذلك من المشاكل التي لم يكن باستطاعته التجلد لها، بحكم الشيخوخة وأتعاب الحكم.
أنا الدولة والدولة أنا: هذه هي السياسة التي حرص لويس الرابع عشر على تطبيقها بمجرد توليه شؤون البلاد فقد قام على فرض سياسة الطاعة على كل من حوله، فهو مصدر السلطة الأول والأخير بالبلاد حتى أنه أبعد جميع الوزراء والأمراء عن مركز القرار بالدولة، كما قام إلغاء الكثير من المؤسسات الإدارية بالدولة وجعل القرار الأخير بالدولة عنده، كان حكومة لويس الرابع عشر حكومة مثقلة بالديون، وذلك نتيجة لرغبة الملك الشديدة في التوسعات الشديدة للدولة كما أنه كان محبًا للترف والحفلات التي كانت عبء شديد على خزانة الدولة.
في عيد ميلاده الثالث والعشرين ، 5 سبتمبر 1661 ، قام لويس الرابع عشر باعتقال المشرف المالي من قبل دارتاجنان. في ذروة مجده ، تجرأ فوكيه على التغلب على ملك الشمس من خلال تنظيم حفلات فخمة في قلعته في Vaux-le-Vicomte. اتُهم ، من بين أمور أخرى ، بتبديد ثروة المملكة ، وسُجن مدى الحياة. استبدله عدوه ، جان بابتيست كولبير ، على رأس الشؤون المالية للمملكة من خلال ممارسة الوظيفة الجديدة للمراقب المالي العام من عام 1665. طبق كولبير سياسة اقتصادية تدخلية واستورد الطحين لمعالجة نقص الغذاء. إنه يشجع على تطوير التجارة والصناعة في إطار سياسة تجارية ستُطلق عليها لاحقًا "Colbertism". لذلك أحاط لويس الرابع عشر نفسه بالوزراء والمراقبين المعينين في المقاطعة مع تقليص دور الهيئات الوسيطة: النبلاء والبرلمانات. يركز القوة في يديه. ومن هنا جاءت هذه الجملة التي ، على الرغم من كونها أسطورية ، تلخص تمامًا الحكم المطلق: "الدولة هي أنا". لويس الرابع عشر ، ملك يحب الحرب كثيرًا اعترف لويس الرابع عشر وهو على فراش الموت: "أحببت الحرب كثيرًا". تلقى Sun King تدريبات عسكرية قوية من Turenne ، الذي عينه مشيرًا عامًا لجيوش الملك بعد الانتصار على الإسبان في معركة الكثبان الرملية في 14 يونيو 1658.
لقد كان رعايا لويس الرابع عشر يُطرون عليه باستمرار، وقد اختلفت الأحكام المُلقاة عليه وعلى طريقة حُكمه؛ لاختلاف الآراء السياسيّة من شخص إلى آخر؛ حيث تمّ وصفه بالنّمر المُتعطّش للدماء، إلّا أنّه كان مثالاً عظيماً للنظام الملكي الذي جلب إلى فرنسا قوتها وذروة تطوّرها، وقد اتّهمه البعض بأنّه قضى على النظام الملكيّ وشوّهه من خلال سياساته وعزله للحكومة عن الشعب، وتركيزه لجميع أجهزة الدولة في يديه، الأمر الذي يجعل من الملكيّة عبئاً كبيراً على كاهل الإنسان ومتجاوزاً لقوته، فاعتبروا أنّ هذا خطأ لا يمكن أن يُغفَر له. وقد تألّق لويس الرابع عشر في حُكمه لما حقّقه من الانتصارات العسكريّة والفتوحات، وفي عهده اعتمدت الطبقة الأرستقراطيّة في أوروبا اللغة والعادات الفرنسيّة ليُصبحا نظام حياتها. عُرِف لويس بقساوته، وشجاعته، وشغفه وحبّه للنّظام، بالإضافة إلى اتِّسامه بجنون العَظَمة والتعصّب للدين، وعُرِف أيضاً بحبّه للفن والجمال، وعدّ كلّ تلك الأمور من ضروريّات الحُكم والسيطرة، وكان يقول: إنّه يريد من فرنسا أن تكون قويّةً، وعظيمةً، ومزدهرةً، إلّا أنّه لم يكن يهتمّ لرفاهيّة الشعب الفرنسيّ، وعلى الرغم من أنّه كان طاغيةً، وكان يدفع جنوده إلى ارتكاب أمور فظيعة، إلّا أنّ فولتير قال عنه: إنّه خلّد تاريخاً لا يُنسى، وأنّه لا يمكن أن يُذكَر اسمه دون احترام، فقد ترك علامةً لا يمكن محوها من ثقافة فرنسا وتاريخها، وكان ممّن حقّق نجاحاً مثيلاً لنجاحه حفيده لويس الخامس عشر.
تضمّنت أعماله الرئيسة، المدرسة العسكريّة، وهي مجموعة من المباني المطلّة على ساحة لويس الخامس عشر (1761-1770)، ساحة الكونكورد اليوم، وبيتيت تريانون في فرساي (1764). زُينت الواجهات ببذخٍ، وأصبحت تدريجيًا أكثر بساطة وأقل زخرفة وأكثر تقليديّة، وكانت واجهات غابرييل المصمّمة بعناية متوازنة من خلال صفوف من النّوافذ والأعمدة، وفي المباني الكبيرة مثل تلك الموجودة في بلاس دو لا كونكورد Place de la Concorde، وظهرت في كثير من الأحيان أروقة كبيرة على مستوى الشّارع، والمشابك الكلاسيكيّة أو الدرابزينات على سطح المبنى، وفي بعض الأحيان شملت ملامح الزينة شرفات منحنيّة من الحديد المطاوع مع تصاميم روكايل متموِّجة، على غرار ديكور الروكايل من الداخل. كانت الهندسة الدّينيّة في تلك الفترة رصينة وضخمة وتميل، في نهاية العهد، نحو الكلاسيكيّة الجديدة؛ وتشمل الأمثلة الرئيسيّة كنيسة سان جينيفيف (الآن بانثيون)، التي بُنِيَت من 1758 إلى 1790 لتصميم جاك جيرمان سوفولوت، وكنيسة سان فيليب دو رولي (1765-1777) لجان شالجرين، والتي تحتوي على صحن ضخم مقبب بالبراميل. خلال عهد لويس السّادس عشر، كانت الكلاسيكيّة الجديدة هي النّمط المعماري السّائد في باريس والمقاطعات.