medicalirishcannabis.info
استخراج الأحكام: إذ يتوجّب على العلماء البحث في معاني القرآن، وتفسيره، وتعلُّمه، وتعليمه للآخرين، والوصول إلى تلك الدرجة من كمال القلب، والبصيرة، ويُشترَط في مَن أراد استنباط الأحكام عدّة أمور، منها: أن يكون صاحب قَصْدٍ سليمٍ، وعالماً بمواطن الاستنباط، ومُعتمداً على الحُجّة وإدراك العلوم الضروريّة، مع امتلاك المقدرة على فَهْم معاني الآيات، ومعرفة الدلالات، والمَقاصد، والإشارات اللطيفة، ومن الأمور المُتعلّقة بالاستنباط كذلك: معرفة موضوع السورة، وأسباب النزول، والمناسبة بين الآيات والسُّور، ومعرفة التشابُه والاختلاف بين الآيات.
وَكَذَلِكَ إِذا فكر فِي عواقب الأمور ، وَتجَاوز فكره مباديها: وَضعهَا موَاضعهَا ، وَعلم مراتبها، فَإِذا ورد عَلَيْهِ وَارِد الذَّنب والشهوة ، فَتَجَاوز فكره لذته ، وَفَرح النَّفس بِهِ ، إلى سوء عاقبته ، وَمَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِ من الألم والحزن الَّذِي لَا يُقَاوم تِلْكَ اللَّذَّة والفرحة ، وَمن فكر فِي ذَلِك: فَإِنَّهُ لَا يكَاد يقدم عَلَيْهِ. آيات عن التفكر في الأمم السابقة – آيات قرآنية. وَكَذَلِكَ إِذا ورد على قلبه وَارِد الرَّاحَة والدعة والكسل ، والتقاعد عَن مشقة الطَّاعَات وتعبها ، حَتَّى عبر بفكره إلى مَا يترب عَلَيْهَا من اللَّذَّات والخيرات والأفراح: اسْتَقْبلهَا بنشاط وَقُوَّة وعزيمة. وَكَذَلِكَ إِذا فكر فِي مُنْتَهى مَا يستعبده من المَال والجاه والصور ، وَنظر إلى غَايَة ذَلِك بِعَين فكره: اسْتَحى من عقله وَنَفسه أن يكون عبدا لذَلِك. وَكَذَلِكَ إِذا فكر فِي آخر الأطعمة المفتخرة الَّتِي تفانت عَلَيْهَا نفوس أشباه الأنعام وَمَا يصير أمرها إليه عِنْد خُرُوجهَا: ارْتَفَعت همته عَن صرفهَا إلى الاعتناء بهَا؛ كَمَا جَاءَ فِي الْمسند عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: ( إِن الله جعل طَعَام ابْن آدم مثل الدُّنْيَا وَإِن قزحه [أي: تَوْبله ، أي: وضع عليه التوابل] وملحه فَإِنَّهُ يعلم إلى مَا يصير) أَوْ كَمَا قَالَ.
أما بعد فيا عباد الله؛ إن الناظر في الكون وآفاقه يَشعُرُ بجلال الله وعظمته، الكون كلّه عاليه ودانيه، صامتة وناطقُه، أحياؤه وجماداته، كله خاضع لأمر الله، منقاد لتدبيره، شاهد بوحدانيته وعظمته، ناطق بآيات علمه وحكمته، دائم التسبيح بحمده، ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِن َّ.... ﴾ [الإسراء: 44]. آيات التدبر والتأمل في القرآن | المرسال. أخرج البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله فقال: يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول: أنا الملك، فضحك النبي حتى بدت نواجذه تصديقًا لقول الحبر، ثم قرأ: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾ [الزمر: 67]. عباد الله، من عصى الله وخالف أمره لم يَقدُر الله حق قدره، من نفى عن الله صفاته أو شبهه بخلقه ما قدر الله حق قدره، من دعا غير الله وطلب منه الشفاعة أو تفريج الكروب ما قدر الله حق قدره، من أطاع بشرًا في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله ما قدر الله حق قدره، من هجر كلام الله فلم يقرأه ولم يتدبره ولم يعمل به ما قدر الله حق قدره، من أحدث حدثًا في دين الله ما قدر الله حق قدره، من ظلم الناس في أموالهم أو أعراضهم ما قدر الله حق قدره، من أكل أموال الناس بالباطل ما قدر الله حق قدره، من لم يحافظ على الصلوات والعبادات وسائر الطاعات ما قدر الله حق قدره.
2- ثم تسوق بعض الأدلة الناطقة بعظمة الله وقدرته: من خلق الطير، وإنزال الرزق. وتحذِّر المكذبين بدعوة الرسول من أن ينزل بهم العذاب، ومن زوال النعم بقدرة الله - سبحانه وتعالى - ومن أهمها نعمة الماء. دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (13) إلى (30) من سورة "الملك": 1- المؤمن يسعى لطلب الرزق آخذًا بالأسباب، معتمدًا على الله - سبحانه وتعالى - عالمًا أنه هو الرازق، أما الكافر فإنه يطمئن إلى الأسباب وحدها وينسى قدرة الله - عز وجل -. ايات عن التفكر في مخلوقات الله. 2- نعم الله علينا كثيرة، ومن أهمها: السمع، والبصر، والعقل؛ لأنها أدوات العلم والفهم. 3- الماء من أهم النعم التي أنعم الله بها على عباده، فهو أساس الحياة والرزق، فعلينا أن نحافظ عليه، وأن نستعمله بلا إسراف.
16-سورة النحل 36 ﴿36﴾ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ولقد بعثنا في كل أمة سبقَتْ رسولا آمرًا لهم بعبادة الله وطاعته وحده وتَرْكِ عبادة غيره من الشياطين والأوثان والأموات وغير ذلك مما يتخذ من دون الله وليًا، فكان منهم مَن هدى الله، فاتبع المرسلين، ومنهم المعاند الذي اتبع سبيل الغيِّ، فوجبت عليه الضلالة، فلم يوفقه الله.