medicalirishcannabis.info
وترى روايات أخرى أن هانئ بن مسعود، كان يخشى عاقبة هذه الحرب وأنه لم يكن يريد مقابلة الفرس، وكل ما كان يريده هو الاحتفاظ برهينة النعمان. وأن الفرس عندما دنوا من العرب بمن معهم: انسل قيس بن مسعود ليلًا فأتى هانئًا، فقال له: أعط قومك سلاح النعمان فيقووا، فإن هلكوا كان تبعًا لأنفسهم، وكنت قد أخذت بالحزم، وإن ظفروا ردوه عليك. ففعل. حديث الرسول عن معركة ذي قرار دادن آگهی. فقسم الدروع والسلاح في ذوي القوى والجلد من قومه. فلما دنا الجمع من بكر، قال لهم هانئ: "يا معشر بكر، إنه لا طاقة لكم بجنود كسرى ومن معهم من العرب، فاركبوا الفلاة". فتسارع الناس إلى ذلك، فوثب حنظلة بن ثعلبة بن سيار فقال له: إنما أردت نجاتنا، فلم تزد على أن ألقيتنا في الهلكة، فرد الناس وقطع وضن الهوادج، لئلا تستطيع بكر أن تسوق نساءهم إن هربوا -فسمي مقطع الوضن- وهي حزم الرحال. ويقال: مقطع البطن، والبطن حزم الأقتاب، وضرب حنظلة على نفسه قبة ببطحاء ذي قار، وآلى ألا يفر حتى تفر القبة. فمضى من مضى من الناس، ورجع أكثرهم. واستقوا ماء لنصف شهر، فأتتهم العجم، فقاتلتهم بالحنو، فجزعت العجم من العطش، فهربت ولم تقم لمحاصرتهم، فهربت إلى الجبابات، فتبعتهم بكر وعجل، فقاتلوهم بالجبابات يومًا.
وأسر "النعمان بن زرعة التغلبي". وكان هانئ بن قبيصة، من أشراف قومه، وكان نصرانيًّا، وأدرك الإسلام فلم يسلم، ومات بالكوفة. أما "قيس بن مسعود بن قيس بن خالد بن ذي الجدين"، فكان سيد قومه في أيامه، وذلك قبل الإسلام. وكان كسرى استعمله على "طف سفوان" [5]. أشعار في يوم ذي قار والروايات عن معركة ذي قار، هي على شاكلة الروايات عن أيام العرب وعن حروب القبائل وغزو بعضها بعضًا، من حيث تأثرها بالعواطف القبلية وأخذها بالتحيز والتحزب. فنرى فيها تحيزًا لبني شيبان يظهر في شعر "الأعشى" لهم، إذ يمدحهم خاصة، مما أدى إلى غضب غيرهم مثل "اللهازم"، ونرى فيها إعطاء فخر لفلان وحبسه عن فلان. حديث الرسول عن معركة ذي قار تحميل hd. ولذلك يجب على الباحث عن أيام العرب وعن حروب القبائل وغزواتها أن يفطن لذلك. وشعر الأعشى، أعشى بكر، في ذي قار، ومدحه قومه "بني بكر"، شعر مهم للوقوف على حوادث تلك المعركة وكيف جرت. ولبكير: أصم بني الحارث، شعر أيضًا يمدح فيه بني شيبان ويمجد عملهم وفعلهم في هذا اليوم. وقد هجا "أعشى بكر" في قصيدة له عن يوم ذي قار وعن مقام عشيرته ومكانته فيه تميمًا وقيس عيلان، ثم تعرض لقبائل معد، فقال: لو أن كل معد كان شاركنا *** في يوم ذي قار ما أخطاهم الشرف ونجد شعرًا للعديل بن الفرخ العجلي، يفتخر فيه بقومه ويتباهى بانتصارهم على الفرس في هذا اليوم، فيقول: ما أوقد الناس من نار لمكرمــة *** إلا اصطلينا وكنا موقــدي النــار وما يعدون من يـوم سمعـت به *** للناس أفضـل من يوم بذي قــار جئنا بأسلابهم والخيل عابســة *** يوم استبلنا لكســرى كل أسـوار [6] [1] البلاذري: البلدان 7/ 8.
والدرس الذي فاتنا في اجتماع الكلمة على قائد واحد، والدرس الذي رسبنا في امتحانه في اختيار موقع المعركة، لم يكن أقل من درس الموارد، فهل منع سقوطَ حلب تكديس الأسلحة التي فجّرها النظام في المستودعات عندما اقتحمها؟! وكم كان سينفع أهلَ الغوطة ما تم تفجيره من صواريخ وعتاد قبيل مغادرة بعض بلداتها فضلاً عما استلمه النظام سليماً يضرب به سوريين في مكان آخر؟! وهل انتفع الأهالي الذين ماتوا جوعاً ومرضاً من مستودعات الأدوية والأغذية التي كُشف عنها بعد سقوط بلداتٍ أخرى؟! لا لا لا، ولن تنفع مَن مات من القادة أموالٌ لا يعرفها غيره له داخل الحدود وخارجها، كما لم تمنع ملايين القذافي في كل بنوك الدنيا موتَه!! حديث الرسول عن معركة ذي قار كامل. فالأموال والموارد قد تغيّر مجرى معركة عند الحاجة إليها، لكنها تكون وبالاً على أصحابها إن لم يُحسنوا الاستفادة منها في حينها، وأحسن الحال فيها أن يسعد بها غيرهم أكثر مما شقوا هم في جمعها؛ فيكون عليهم الغُرم منها ويكون لغيرهم الغُنم بها. إن أردنا أن ننتصف من أعدائنا فلنرجع فنقرأ كيف انتصفنا منهم يوماً؛ فالتاريخ مدرسة، ينتفع قومٌ بدروسه، ويكون آخرون دروساً لمن بعدهم.
ويوم ذي قار لم يكن إذن يومًا واحدًا، أي معركة واحدة وقعت في ذي قار وانتهى أمرها بانتصار العرب على الفرس، بل هو جملة معارك وقعت قبلها ثم ختمت بـ "ذي قار"، حيث كانت المعركة الفاصلة فنسبت المعارك من ثم إلى هذا المكان. ومن هذه الأيام: يوم قراقر، ويوم الحنو. حنو ذي قار، ويوم حنو قراقر، ويوم الجبابات، ويوم ذي العجرم، ويوم الغذوان، ويوم البطحاء: بطحاء ذي قار، وكلهن حول ذي قار [2]. قصة ذي قار - موسوعة. متى وقع يوم ذي قار؟ أما متى وقع يوم ذي قار، فالمؤرخون مختلفون في ذلك، منهم من جعله في يوم ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنهم من جعله عند منصرف الرسول صلى الله عليه وسلم من وقعة بدر الكبرى، ومنهم من جعله قبل الهجرة. وقد ذهب "روتشتاين" إلى أنه كان حوالي سنة "604م"، وذهب نولدكه إلى أنه بين "604" و"610م". وأكثر أهل الأخبار أنه وقع بعد المبعث ورووا في ذلك حديثًا قالوا إن الرسول صلى الله عليه وسلم لما بلغه من هزيمة ربيعة جيش كسرى، قال: "هذا أول يوم انتصف العرب من العجم، وبي نصروا" [3]. أحداث يوم ذي قار والذي يستنتج من روايات أهل الأخبار عن معركة ذي قار أن هانئ بن مسعود الشيباني لم يكن قائد بني شيبان ولا غيرها من العرب يوم ذي قار، بل تذهب بعض الروايات إلى أنه لم يدرك هذا اليوم؛ لأنه هلك قبله، وإنما هو: هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود.
سنقدم إليك اليوم عزيزي القارئ قصة ذي قار ، أو معركة ذي قار أو يوم ذي قار فللقصة عدة أسماء قد تناولها التاريخ، وكانت معركة ذي قار في ارض العراق بين العرب والفرس وتم انتصار العرب فيها اعظم انتصار. وكانت معظم الحروب قديما تندلع بسبب الكرامة أو حفظ ماء الوجه وقد اندلعت هذه الحرب لنفس ذلك السبب، ولم تقتصر المعركة على يوم ذي قار ولكن كان يوم ذي قار هو الخاتمة فنسب اسم المعركة إليه ، واختلف المؤرخون في تحديد يوم ذي قار فمنهم من قال انه كان قبل مولد الرسول ( صلى الله عليه وسلم) ومنهم من قال انه كان يوم بدر ومنهم من قال انه كان بعد البعثة النبوية والأصح انه يوم ذي قار كان بعد البعثة النبوية حيث قالوا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لما بلغه من هزيمة ربيعة جيش كسرى، قال: "هذا أول يوم انتصف العرب من العجم، وبي نصروا"، ولمعرفة كل أحداث قصة ذي قار عليكم بالبقاء معنا في موسوعة. بدأت أحداث القصة عندما كان كسرى ذات يوم في مجلس مع أصحابه وتم ذكر جمال العرب وفتنة نسائهم ، وكان في المجلس رجل من العرب يدعى (زيد بن عدى) وكان لزيد بن عدي ثأر عند النعمان بن المنذر حيث كان قد قام بحبس أبيه ثم قتله، فأراد أن ينتقم منه فقام بإغراء كسرى ببنات العرب أولا، ثم قام بالوسوسة إليه أن النعمان بن المنذر لديه من البنات والأخوات والعمات ما يقارب العشرين امرأة يتمتعن بصفات الحسن والجمال الفتان.
ثم عطش الأعاجم، فمالوا إلى بطحاء ذي قار، فأرسلت إياد إلى بكر سرًّا -وكانوا أعوانًا على بكر مع إياس بن قبيصة: أي الأمرين أعجب إليكم. أن نظير تحت ليلتنا فنذهب، أو نقيم ونفر حين تلاقون القوم؟ قالوا: بل تقيمون فإذا التقى القوم انهزمتم. معركة ذي قار الجزء الرابع - مكتبة نور. فلما التقى القوم في مكان من ذي قار يسمى "الجب" اجتلدوا والتحموا، فانهزمت "إياد" كما وعدتهم، وانهزم الفرس [4]. قادة العرب في ذي قار ويذكر الطبري في رواية من رواياته عن "ذي قار" أن الناس توامروا فسولوا أمرهم حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجلي، وكانوا يتيمنون به، فقال لهم: لا أرى إلا القتال، فتبعوا أمره، وهو الذي تولى إدارة القتال، فكان له شأن كبير فيه، وقد قاد قومه من "بني عجل" في ذلك القتال، فله النصيب الأكبر منه. وقد احتل "حنظلة" مسيرة "هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود" رئيس بكر في القتال الذي جرى في ذي قار في موضع الجب. وكان "هانئ بن قبيصة" رئيس بكر يشغل القلب في أثناء الهجوم على الفرس يوم الجب في ذي قار، وكان على ميمنته "يزيد بن مسهر الشيباني"، و"حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجلي" على ميسرته يحميه من كل هجوم جانبي يقع عليه من الميسرة، كما ذكرت. وكان "يزيد بن حمار السكوني" وهو حليف لبني شيبان، قد كمن مع قومه من بني شيبان في مكان من ذي قار هو الجب، فلما جاء إياس بن قبيصة مع الفرس إلى هذا المكان، خرج مع كمينه، فباغت إياسًا ومن معه، وولت إياد منهزمة، فساعد بذلك كثيرًا في هزيمة الفرس.