medicalirishcannabis.info
ورد عن رسول الله أنه قال: " من حُسْنِ إسلامِ المرءِ تَركَهُ ما لا يَعْنِيهِ" إنّ من الطبيعي أن يهتم الإنسان بما يرتبط بشؤون حياته الخاصة ومصالحه الذاتية. وأن يصرف جهده في التفكير والسّعي من أجل خدمتها. ولأنّ الإنسان جزء من المجتمع، فإنّ من الطبيعي أيضًا أن يهتم بالشأن الاجتماعي العام، وله الحقّ في ذلك، وقد يرقى هذا الاهتمام إلى مستوى الواجب المتحتم عليه، سواء لاعتبارات دينية أو اجتماعية أو إنسانية. وإذا كان من الطبيعي جدًّا أن يهتم المرء بشؤونه الخاصة والشأن الاجتماعي العام، إلّا أنّ من غير الطبيعي أبدًا أن يتدخل الإنسان بالشؤون الخاصة المرتبطة بغيره من الأشخاص؛ لأنّ كلّ إنسان له حياته الخاصة وشؤونه الشخصية، العائلية والمالية والصحية والعبادية، وله أنماط سلوكه وعلاقاته الاجتماعية. لون من العدوان: وكما لا يرغب المرء في أن يتدخل الآخرون في شؤونه، فإنّ عليه هو ألّا يتدخل في شؤون الآخرين؛ لأنّ حياة الإنسان الخاصة ملك له، وأسراره وقضاياه الشخصية حصن داخلي لا يرغب في تجاوز الآخرين عليه. جريدة الرياض | مصالح التدخل في شؤون الآخرين!. فكما لا يرغب المرء بأن يقتحم الآخرون عليه بيته دون استئذان أو موافقة منه، كذلك الحال مع أيّ تدخل في شؤون الآخرين الخاصة، فهو تصرف غير مقبول أيضًا، بل ويُعدّ ضربًا من ضروب العدوان، فالعدوان على الآخرين ليس مقتصرًا على الاعتداء البدني أو سرقة الأموال والممتلكات الخاصة وحسب، وإنّما التدخل في خصوصيات الآخرين هو الآخر مظهر من مظاهر العدوان؛ لما في ذلك من أذى شخصي يترتب على هذا التدخل، ولما في دسّ الأنف في شؤون الآخرين من إرباك حياتهم، فكم من العوائل تعرضت للأزمات والمشاكل نتيجة تدخل الآخرين في شؤونها.
وكذلك الحال مع مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي له أحكامه وضوابطه، والذي لا يسوغ إلّا في حالات الضرر والمخالفة الصريحة للشرع، وليس من موارد ذلك الشؤون الذاتية الخاصة بالإنسان، فلا يصحّ الخلط بين الأمور. التدخل في شؤون الناس - الطير الأبابيل. أسباب التطفل: إنّ هناك جملة أسباب تدفع بالبعض للتدخل في الشؤون الخاصة بالآخرين. وأول هذه الأسباب ربما كان الرغبة في التسلية وملء الفراغ، فهناك أناس فارغون لا شغل عندهم، فيتسلّون بالتدخل في شؤون الآخرين، وغاية الهم عند أمثال هؤلاء أن زيدًا واقع في مشكلة مع زوجته هذه الأيام، وأنّ عمروًا لديه خلاف مع ولده، وينبغي أن يقال لهؤلاء؛ ما شأنكم والناس، وما الذي يسوغ لكم التدخل في شؤون الآخرين! ، اللهم إلّا الرغبة في التسلّي بشؤون الناس، نتيجة الفراغ وقلة الاهتمامات المفيدة، وهي الصفة الذميمة التي ابتلي بها بعض الناس. والسبب الآخر هو رغبة البعض في استعراض قدراتهم، فأمثال هؤلاء يظهرون أنفسهم بمظهر المُنظّر الجهبذ وصاحب الرأي الأوحد في كلّ الشؤون والقضايا، وبذلك يسوّغ الواحد من هؤلاء لنفسه دسّ أنفه في كلّ شأنٍ خاصّ بالآخرين، حتى تجده في موضع الناصح للتاجر الخاسر، والمشير على المريض الخارج من عملية جراحية معقدة، وحلال المشاكل العائلية، كلّ ذلك دون أن يُستشار أو يطلب رأيه أحد، اللهم إلّا إبداء القدرات التي لم يجد لها سبيلًا سوى التدخل في شؤون الآخرين.
المزيد حول هذا المقال تم عرض هذه الصفحة ١٬٥٤٦ مرة. هل ساعدك هذا المقال؟
استمر في رسم الدوائر وخصص كل دائرة لمستوى أقل من علاقة الأشخاص بالموقف، في النهاية حدد أين يقع اسمك وسط هؤلاء الأشخاص. على سبيل المثال: إذا كنت تحلل موقف انفصال صديقك عن خطيبته، فستضع أسماء الاثنين في الدائرة الوسطى، ثم أفراد عائلتيهما في الدائرة الثانية والأصدقاء المقربين في الثالثة. دقق النظر في المُخطط كي تستوعب أنه بالرغم من تأثرك بالموقف بدرجةٍ ما إلا أن الأمر لا يخصك ولا يعنيك لحله؛ هنا يكون الدعم المعنوي الذي تُقدمه لصديقك هو أفضل خطوة تتخذها وأكثرها إيجابية. ضع في الاعتبار أن هذا لا يعني أن المشكلات الاجتماعية مثل الفقر أو عمالة الأطفال لا تعنيك تمامًا لمجرد أنها لا تمسّك بشكلٍ مُباشر، لكن الحقيقة أنه من الضروري التحلي بالتعاطف والعمل على مساعدة الأشخاص المتأثرين بمثل هذه المشكلات طالما أمكنك تقديم المساعدة. 2 احترم حدود التعامل. احترم حق كل شخص في التمتع بالخصوصية وأنه المسئول عن حياته؛ بمعني آخر، لا تتوقع من الآخرين مشاركة تفاصيل حياتهم الشخصية معك. لا تحاول تحت أي ظرف أن تبذل مجهودًا لدفع الآخرين نحو استغلال وقتهم أو مواردهم من أجل منفعتك الشخصية. [٢] من أمثلة احترام حدود التعامل في علاقتك بشخصٍ ما: عدم تعدي الحدود المهنية في التعامل مع زملائك بالعمل أو أحد العملاء، وعدم محاولة تهذيب طفل طالما لم تكن أبوه أو الوصي عليه.