medicalirishcannabis.info
والقول الثاني: ما ذكره مجاهد والحسن ثم رددناه إلى النار ، قال علي عليه السلام: وضع أبواب جهنم بعضها أسفل من بعض ، فيبدأ بالأسفل فيملأ وهو أسفل سافلين ، وعلى هذا التقدير فالمعنى ثم رددناه إلى أسفل سافلين إلى النار. أما قوله تعالى: ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) فاعلم أن هذا الاستثناء على القول الأول منقطع ، والمعنى ولكن الذين كانوا صالحين من الهرمى فلهم ثواب دائم على طاعتهم وصبرهم على ابتلاء الله إياهم بالشيخوخة والهرم ، وعلى مقاساة المشاق والقيام بالعبادة وعلى تخاذل نهوضهم ، وأما على القول الثاني فالاستثناء متصل ظاهر الاتصال. أما قوله تعالى: ( فلهم أجر غير ممنون) ففيه قولان: أحدهما: غير منقوص ولا مقطوع. ثم رددناه اسفل سافلين - منتديات ديرابان. وثانيهما: أجر غير ممنون أي لا يمن به عليهم ، واعلم أن كل ذلك من صفات الثواب ، لأنه يجب أن يكون غير منقطع وأن لا يكون منغصا بالمنة. ثم قال تعالى: ( فما يكذبك بعد بالدين) وفيه سؤالان: الأولى: من المخاطب بقوله: ( فما يكذبك) ؟ الجواب فيه قولان: أحدهما: أنه خطاب للإنسان على طريقة الالتفات ، والمراد من قوله: ( فما يكذبك) أن كل من أخبر عن الواقع بأنه لا يقع فهو كاذب ، والمعنى فما الذي يلجئك إلى هذا الكذب.
( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
ومحال أن يحتجّ على قوم كانوا مُنكرين معنى من المعاني بما كانوا له مُنكرين. وإنما الحجة على كلّ قوم بما لا يقدرون على دفعه، مما يعاينونه ويحسُّونه، أو يقرّون به، وإن لم يكونوا له مُحسين. وإذْ كان ذلك كذلك، وكان القوم للنار- التي كان الله يتوعدهم بها في الآخرة- مُنكرين، وكانوا لأهل الهِرَم والخَرَف من بعد الشباب والجَلَد شاهدين، علم أنه إنما احتجّ عليهم بما كانوا له مُعاينين، من تصريفه خلقه، ونقله إياهم من حال التقويم الحسن والشباب والجلد، إلى الهِرَم والضعف وفناء العمر، وحدوث الخَرَف.