medicalirishcannabis.info
سنتحدث في مقالنا اليوم عن شرح حديث كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ؛ وهو حديث شريف عن النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" يحدثنا فيه عن دور كل فرداً من أفراد المجتمع. وكيف أن لكل فرد مسؤولية كبيرة يجب عليه أن يلتزم بها. حتى يتحقق صلاح المجتمع كله. ويبدأ المختار "صلى الله عليه وسلم" بدور الرئيس أو الأمير، فهو الذي بيده حكم البلاد ولا تخفى عليه خافيه فيها. ثم الأسرة لأنها عماد المجتمع ثم يعرض لنا باقي الأدوار المختلفة فتعالوا لنستكشف شرح هذا الحديث من خلال برونزية.
كما يجب عليه أن يحفظ مال سيده أو رئسيه لأنها أمانة سوف يسأله الله عنها يوم القيامة. وفي نهاية الحديث يؤكد النبي علي أن أي شخص كلفه الله بأمانة فهو مطالب أن يحافظ عليها لأنه سيسأل عنها أمام الله عز وجل. ولكن النبي خص هؤلاء الأربعة لأنهم هم الأعمدة التي يقوم عليها صلاح المجتمع كله. وبصلاحهم ترقي الأمة الإسلامية كلها. فوائد من حديث كلكم راع يجب على المسلم أن يعلم أنه مسؤول وله دور في صلاح هذا المجتمع وسوف يسأله الله يوم القيامة هل قام بدوره علي الوجه المطلوب منه أم قصر في أداه؟. أن أول المسؤولين في هذا المجتمع هو الرئيس أو الأمير فيجب عليه أن يعلم هذا جيداً. وأن يقوم بالعدل بين الناس ورعايتهم على الوجه الذي يرضي الله "عز وجل" وأن لا يكون هدفه هو السلطة والنفوذ فقط. الرجل هو أول فرداً من أفراد الأسرة سوف يسأل عن حق أولاده، وزوجته. وهل أحسن تربيتهم أم أهملهم وأنشغل عنهم بأمور أخرى. ينبغي علي كل زوجة أن تحترم زوجها وترعاه، وتساهم في تربية أبنائها تربية صالحة، وتكون خير قدوة لهم لأنها هي أساس تريبة جيل صالح سوى. كل فرداً يعمل في مكان هو مسؤول عن نجاح هذا المكان أو فشله وعليه أمانة كبيرة لا يمكن له التهرب منها.
الحمد لله رب العالمين اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال مواضيع ذات صلة
وأن كل واحداً سوف يُسأل أمام الله عن هذه الأمانة هل حافظ عليها؟ أم ضيعها؟ ثم يبدأ "صلى الله عليه وسلم" بسرد جميع الأدوار التي كلف الله بها عباده في المجتمع. دور الأمير في المجتمع فيذكر أولاً الأمير وأنه لابد له أن يكون خير مثال علي صيانة وحفظ الأمانة. لأنه أول ركن من الأركان التي بها يحدث رقي المجتمع. حيث أنه هو حاكم الدولة وبيده كل شئونها ويستطيع تعين وعزل من يشاء من المسؤولين. وأنك لن تجد بلاد حاكمها عادل ويتهم بشعبه قبل أي شئ أخر إلا وأصبحت من أرقى البلاد وأكثرها تقدما. فكان لأبد أن يبدأ النبي به في بداية الحديث حتى يشعره أنه أول من سيسأل أمام الله "عز وجل" عن هذه الأمانه. حتي يحاول بقدر استطاعته أن يحافظ عليها. ويستطيع الأمير أو الرئيس صيانة هذه الأمانة عن طريق أن يحكم بين الناس بالعدل. وأن يرد الحقوق لأصاحبها وأن يعزل كل من يرآه لا يقوم بعمله بالشكل المطلوب منه. فأنه إذا فعل هذه الأشياء وغيرها يُقيم مجتمعاً سليماً سوى. دور الرجل في المجتمع ويحدد النبي لرجل دوره وأمانته التي يجب أن يحافظ عليها وهي؛ أهل بيته. سواء كان متزوجاً أو غير متزوج فينبغي على الرجل وهو يعيش مع والديه أن يكرمهم ويقدرهم ويقوم برعايتهم علي أكمل وجه.
عباد الله، { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
فالرعاة تتنوع رعيتهم أو تتنوع رعايتهم ما بين مسؤولية كبيرة واسعة، ومسؤولية صغيرة، ولهذا قال: ( الأمير راع) يعني هو مسؤول عن رعيته، الرجل راع لكن رعيته محصورة؛ هو راع في أهل بيته، في زوجته، في ابنه، في بنته، في أخته، في عمته، في خالته، كل من في بيته، راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته، يجب عليه أن يرعاهم أحسن رعاية؛ لأنه مسؤول عنهم. كذلك المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، يجب عليها، يجب أن تنصح في البيت، في الطبخ، في القهوة، في الشاي، في الفرش، لا تطبخ أكثر من اللازم، ولا تجهز الشاي أكثر مما يحتاج إليه، يجب عليها أن تكون امرأةً مقتصدة؛ فإن الاقتصاد نصف المعيشة، غير مفرطة فيما ينبغي. مسؤولة أيضًا عن أولادها في إصلاحهم وإصلاح أحوالهم وشؤونهم، كإلباسهم الثياب، وخلع الثياب غير النظيفة، وتغيير فراشهم الذي ينامون عليه، وتغطيتهم في الشتاء وهكذا، مسؤولة عن كل هذا، مسؤولة عن الطبخ وإحسانه ونضجه، وهكذا مسؤولة عن كل ما في البيت. العبد مسؤول وراع في مال سيده، ومسؤول عن رعيته، يجب عليه أن يحفظ مال سيده، وأن يتصرف فيه بما هو أحسن، وألا يفرط فيه، وألا يتعدى الحدود وهكذا، فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته.
قالَ: فَسَمِعْتُ هَؤُلَاءِ مِن رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَحْسِبُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: والرَّجُلُ في مَالِ أبِيهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ. عبدالله بن عمر | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 2409 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح] التخريج: أخرجه مسلم (1829) باختلاف يسير لا يُكلِّفُ اللهُ نَفْسًا إلَّا وُسْعَها، وواجبٌ على العبدِ ألَّا يُقدِّمَ نفْسَه لأمرٍ وهو غيرُ مُؤهَّلٍ له، فإذا تَعيَّنَت المسؤوليةُ عليه لَزِمَه القيامُ بحقِّها، وسيُسْأَلُ عنها أمامَ اللهِ عزَّ وجلَّ.