وهذا من كلام موسى عليه السلام لسحرة فرعون يوم المواجهة الكبرى، ومعناه: أن الله لا يصلح عمل من سعى في أرض الله بما يكره الله، وعمل فيها بمعاصيه، فلا يؤيِّده الله بجميل الخاتمة، وليس المرادُ بعدم إصلاحِ عملِهم عدم جعل فسادهم صلاحا بل عدم إتمامه بل يمحق الله بركته، ويسلِّط عليه الدمارَ والبوار، والجملةُ تعليلٌ لما سبقها من قوله تعالى: {إِنَّ الله سَيُبْطِلُهُ}. وهذا من كلام موسى عليه السلام لسحرة فرعون يوم المواجهة الكبرى، ومعناه: أن الله لا يصلح عمل من سعى في أرض الله بما يكره الله، وعمل فيها بمعاصيه، فلا يؤيِّده الله بجميل الخاتمة، وليس المرادُ بعدم إصلاحِ عملِهم عدم جعل فسادهم صلاحا بل عدم إتمامه بل يمحق الله بركته، ويسلِّط عليه الدمارَ والبوار، والجملةُ تعليلٌ لما سبقها من قوله تعالى: { إِنَّ الله سَيُبْطِلُهُ}. قال المراغي في مزيد إيضاح: "أي إن الله لا يجعل عمل المفسدين صالحا للبقاء، فيقوّيه بالتأييد الإلهى ويديمه، بل يزيله ويمحقه، ويثبِّت الحق الذي فيه صلاح الخلق، وينصره على ما يعارضه من الباطل بكلماته التكوينية، وهى مقتضى إرادته التشريعية التي يوحيها إلى رسله، ومن ثم سيُنصَر موسى على فرعون، وينقِذُ قومه من عبوديته"[1].
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة يونس - الآية 81
وذلك أهم في هذا المقام من ذكر اندحاض سحرهم تجاه معجزة موسى - عليه السلام - ، ولأجل هذا لم يذكر مفعول ألقوا لتنزيل فعل ألقوا منزلة اللازم ، لعدم تعلق الغرض ببيان مفعوله. ومعنى جئتم به أظهرتموه لنا ، فالمجيء قد استعمل مجازا في الإظهار; لأن الذي يجيء بالشيء يظهره في المكان الذي جاءه ، فالملازمة عرفية.
إن الله لا يصلح عمل المفسدين - الشيخ علي قاسم - الطريق إلى الله
فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ۖ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) القول في تأويل قوله تعالى: فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: فلما ألقوا ما هم ملقوه ، قال لهم موسى: ما جئتم به السحر. * * * واختلفت القرأة في قراءة ذلك. فقرأته عامة قرأة الحجاز والعراق ( مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ) على وجه الخبر من موسى عن الذي جاءت به سحرة فرعون ، أنه سحرٌ. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة يونس - الآية 81. كأن معنى الكلام على تأويلهم: قال موسى: الذي جئتم به أيّها السحرة ، هو السحر.
وتلك هي سيرة الطغاة والظلمة والمستكبرين الذين يعيشون الجريمة من مواقع الاستكبار.