medicalirishcannabis.info
كما شهد المسجد الحرام بعد الملك المؤسس وحتى الآن، العديد من عمليات العمارة الهائلة للحرمين الشريفين، وإجراء أعظم التجهيزات والتطويرات لـ"المسعى" في تاريخه، حيث أقيمت فيه أدوار، وتجهيزه وتكييفه في سابقة لم يشهدها المسعي من قبل.
وكانوا عندما يروه يقومون بوضع أصابعهم في أذانهم حتى لا يستمعوا لما يقول ولم يستجيبوا له فلم يشعر إبراهيم عليه السلام باليأس أبدا وقام بتكسير جميع الأصنام التي يقوموا بعبادتها ماعدا أكبر هذه الأصنام وعندما وجد قومه أن الأصنام جميعها قد كسرت تساءلوا فيما بينهم من فعل هذا بأصنامنا فقال لهم إبراهيم عليه السلام كبيرهم من فعل هذا فقالوا كيف له أن يفعل هذا وهو جماد لا يستطيع الحركة. قال لهم إبراهيم وقتها كيف لكم أن تقوموا بعبادة صنم لا يستطيع الحركة ولا يستطيع خلق الليل والنهار وقتها عرف قوم إبراهيم أنه من فعل هذا بأصنامهم فأمروا بحرقه وألقوه داخل النار ولكن الله سبحانه وتعالى أمر النار أن تكون بردا وسلاما على إبراهيم عليه السلام ولكن لم يتوقف قط على نشر دعوته وعاقب الله قومه وخرج إبراهيم عليه السلام من قومه ومعه السيدة سارة التي تزوجها. زواج إبراهيم عليه السلام من هاجر تزوج سيدنا إبراهيم عليه السلام من السيدة سارة ولكنهم حرما من نعمة الإنجاب وأصبحت السيدة سارة كبيرة بالعمر وكان لديها جارية تدعى هاجر فأشارت السيدة سارة على إبراهيم عليه السلام بالزواج من هاجر حتى ينجب طفلا ووافق إبراهيم على الزواج من هاجر ورزقه الله سبحانه وتعالى بإسماعيل.
سبع مرات ذكر بعض المفسرين هنا نكتة، أن آدم وقف على الصفا، فلذلك جاء ذكره بالتذكير، وأن المروة وقفت عليها حواء، فلذلك جاء بلفظ التأنيث. ومعنى السعي، ذهابه ابتداء من الصفا إلى المروة هذه مرة، وعودة من المروة إلى الصفا هذه أخرى، يفعل ذلك سبع مرات، لأن النبي صلى الله عليه وسلم طاف مبتدئاً بالصفا ومنتهياً بالمروة سبعاً، ولو بدأ بالمروة وانتهى بالصفا فتحسب له ستّاً لأن الأولى لا تحسب لأنه ابتدأها من المروة، وهنا ملاحظة يجب على من طاف بين الصفا والمروة استيعاب المسافة في كل مرة، بأن يلصق عقبه بأصل ما يذهب منه، ورؤوس أصابع رجليه بما يذهب إليه. الصفا والمروة.. حيث كانت أصنام المشركين. وسبب الحركة بين الصفا والمروة، أن نبي الله إبراهيم عليه السلام ترك هاجر وطفلها إسماعيل، في صحراء مكة بين جبالها، حيث لا زرع ولا ماء ولا أنيس، ثم مضى في طريق عودته وترك لهم شيئاً من الطعام والشراب، فنادته الزوجة يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي؟ فلم يلتفت إليها «وكأنه على يقين من وعد الله الذي لا يتخلف ولا يخيب»، فقالت له: ألله أمرك بهذا؟ فردّ عليها: نعم، فأجابت من غير تردد ولا قلق: «إذاً لا يضيعنا». الماء والزاد انصرف سيدنا إبراهيم وهو يدعو ربه لأهله بالرزق والأنيس، ثم نفد الماء والزاد، والأم لا تجد ما تروي به طفلها وقد جف لبنها، ولا تجد ما ترضعه، فيتلوى جوعاً ويصرخ وصراخه يتردد في الصحراء والجبال يدمي قلب الأم الحنون، تسرع الأم وتصعد على جبل الصفا لتنظر أحداً ينقذها وطفلها من الهلاك، لكنها لا ترى شيئاً فتنزل مسرعة من الصفا وتذهب إلى المروة فتصعد إلى قمته، وتفعل مثل ذلك وتنظر.
قصة الأضحية جاءت لإبراهيم عليه السلام رؤية وفى هذا الوقت كان إسماعيل كبر وأصبح شابا ناضجا وهذه الرؤية تكررت ثلاثة مرات عليه وكان يرى في هذه الرؤية أنه يقوم بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام وعندما تكررت عليه عرف إبراهيم أن هذه الرؤية أمر من ربه فذهب إبراهيم إلى إسماعيل عليه السلام وقام بإخباره هذه الرؤية التي تتكرر عليه فما كان من إسماعيل أن قال له افعل ما تؤمر ووافق والده وعندما قام إبراهيم بربط بدى إسماعيل وبدأ بوضع السكينة على رقبة إسماعيل بشره الله باستجابته لأوامر ربه سبحانه وتعالى ولذا فهو سبحانه وتعالى سيفدى ابنه بكبش فداء وكان هذا الكبش هو ظهور للأضحية.
وظلت تتردد بين الصفا والمروة سبعة أشواط. ولنا أن نتصور حالتها، امرأة في مثل سنها، وفي مثل وحدتها، وفي مثل عدم وجود ماء عندها، ولابد أنها عطشت كما عطش وليدها، وعندما بلغ منها الجهد، انتهت محاولاتها، وعادت إلى حيث يوجد الوليد. ولو أن سعيها بين الصفا والمروة أجدى، فرأت ماء لقلنا: إن السعي وحده قد جاء لها بالماء، لكنها هي التي قالت من قبل: "إذن لن يضيعنا"، وهي بهذا القول قد ارتبطت بالمسبب لا بالسبب، فلو أنه أعطاها بالسبب المباشر وهو بحثها عن الماء لما كان عندها حجة على صدقها في قولها: "إذن لن يضيعنا". ويريد الحق أن ينتهي سعيها سبع مرات بلا نتيجة، وتعود إلى وليدها؛ فتجد الماء عند قدم الوليد. وهكذا صدقت هاجر في يقينها، عندما وثقت أن الله لن يضيعها، وأراد الله أن يقول لها: نعلم لن أضيعك، وليس بسعيك؛ ولكن بقدم طفلك الرضيع؛ يضرب بها الأرض، فينبع منها الماء. وضرب الوليد للأرض بقدمه سبب غير فاعل في العادة، لكن الله أراده سببا حتى يستبقى السببية ولو لم تؤد إلى الغرض. وحين وجدت هاجر الماء عند قدم رضيعها أيقنت حقا أن الله لم يضيعها. وظل السعي شعيرة من شعائر الحج إلى بيت الله الحرام، استدامة لإيمان المرء بالمسبب وعدم إهماله للسبب، وحتى يقبل الإنسان على كل عمل وهو يؤمن بالمسبب.
لقد كانت نية السعي الأولى عند هاجر هي الإيمان بالله والأخذ بالأسباب، لكن الوثنية قلبت قمة الإيمان إلى حضيض الكفر، وكان لابد أن يستعيد المسلمون نية الإيمان الأولى عند زيارة البيت المحرم بالسعي بين الصفا والمروة، فنحن في الإسلام نرضخ لأمر الآمر، قال لنا: "قبلوا الحجر الأسود"، وفي الوقت نفسه أمرنا أن نرجم الحجر الذي يرمز إلى إبليس، هكذا تكون العبرة بالنية؛ وليس بشكل العمل، وتكون العبرة في إطاعة أمر الله. وكأن الحق بهذه الآية يقول للمؤمنين: إن المشركين عبدوا "إسافا" و"نائلة"، لكن أنتم اطرحوا المسألة من بالكم واذهبوا إلى الصفا والمروة، فالصفا والمروة من شعائر الله، وليستا من شعائر الوثنية، ولكن ضلال المشركين هو الذي خلع عليهما الوثنية في إساف وفي نائلة. لقد أراد الوثنيون بوضع "إساف" على الصفا "ونائلة" على المروة أن يأخذوا صفة التقديس للأوثان، فلولا أن الصفا والمروة من المقدسات سابقا لما وضعوا عليهما أحجارهم ولما جاءوا بأصنامهم ليضعوها على الكعبة، هذا دليل على أن قداسة هذه الأماكن أسبق من أصنامهم، لقد حموا وثنيتهم بوضع "إساف" و"نائلة" على الصفا والمروة. وبعد أن بين الحق للمؤمنين أن الصفا والمروة من شعائر الله، ينبه على أن المكين ـ ساكن المكان ـ لا ينجس المكان، بدليل أن الإيمان عندما كتبت له الغلبة، كسر الأصنام وأزالها من الكعبة وأصبح البيت طاهرا، وعندما كان المؤمنون يتحرجون عن أن يفعلوا فعلا من أفعال الجاهلية طمأنهم الحق سبحانه وتعالى، وقال لهم: "إن الصفا والمروة من شعائر الله".