medicalirishcannabis.info
في هذه الأحاديثُ بيان فضل المُعوِّذتين، إذ يتعجَّبُ الرَّسولُ عليهِ الصَّلاة والسَّلامُ من عِظَمِ فضلِهما، فما نَزلت سورةٌ في القرآنِ الكريمِ بِمثلِ ما فيهما من المعاني والبَركات، فكانتا فَرجُ الله للمتعوِّذ بهما، ففيهما إلتجاءُ العبدِ لِربِّه وطلب الحمايةِ بهِ من جميعِ مخلوقاتِه.
لمَّا انتَبَه رسولُ اللهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام خاطَبَ عائشةَ رضي الله عنها فقال: أما شَعرتِ أنَّ الله أخبرني بِدائي؟ فأرسَل نفراً من الصَّحابةِ فاستخرَجوهُ ثمَّ فَكُّوا عُقَده، وقد قيل، فأرسلَ عليّاً بن أبي طالبٍ والزُّبير بن العوَّامِ وعمَّار بن ياسر، ونزحوا ماءَ البِئرِ ثمَّ رفعوا الصَّخرة واستَخرجوا المُشاطةَ، وقيل، إنَّ رسولَ الله عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أتاها في نَفَرٍ من أصحابِه، وفي ذلكَ ما وصَفَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ البئر لعائِشة إذ قال: (هذه البئرُ التي أُريتُها، وكأن ماءَها نُقاعَةُ الحِنَّاءِ، وكأن نخلَها رُؤوسُ الشياطينِ). لمَّا استَخرَجوا المُشاطةَ فإذا فيه وَترٌ معقودٌ فيهِ إحدى عشرة عُقدةً مغروزةٌ بالإبَر، فَجاءهُ جبريلُ عليهِ السَّلامُ بالمُعوِّذتينِ، فَجعَلَ يقراُ من آياتِها، فكانَ كلَّما قرأَ آيةً حُلَّت عُقدةٌ، فوَجدَ الرَّسولُ عليهِ الصَّلاة والسَّلامُ من أثرِ حَلِّها خِفَّةً، حتَّى إذا قرأَ آخرَ آياتِها انحلَّت العُقدةُ الأخيرةُ فقامَ كأنَّما نَشِطَ من عقالٍ، فكانَ فيهِ شِفاءُ الرَّسولِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام. قيلَ أيضاً أن جاءهُ جبريلُ عليه السَّلامَ فرقاهُ فجعلَ يقول: (باسمِ اللَّهِ أرقيك من كلِّ شيءٍ يؤذيكَ من حاسدٍ وعينٍ اللَّهُ يَشفيكَ)، وأقرأهُ المعوِّذتينِ الفَلقُ والنَّاس، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَقْتُلُ الْخَبِيثَ؟ فَقَالَ: (أما واللهِ فقد شفاني اللهُ، وأكرَهُ أن أُثيرَ على أحدٍ من الناسِ شَرًّا).
سورة الفلق سورة الفلق سورةٌ مكيَّةٌ، نزلت قبل هجرة النَّبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- على الرَّاجح من أقوال المفسِّرين، بعد سورة الفيل وقبل سورة النَّاس، وهي في الجزء الثَّلاثين، والحزب السِّتين، وهي السُّورة رقم مئةٍ وثلاث عشرة في ترتيب المُصحف الشَّريف، وعدد آياتها خمسة.