medicalirishcannabis.info
[٦] قد جرت محاكمته أمام فقيه الأندلس ابن المكوي المالكي، وقد كان بينه وبين ابن زيدون عداوة قديمة، ممّا جعله يشدّد في أمره، ولمّا عرضتْ القضيّة عليه أمر بسجنه على الفور، فأصبح ابن زيدون يكتب الأشعار يوضّح لابن جهور -وهو الذي يقف وراء هذا السجن- ينفي فيها ما جاء به الوشاة وبراءته مما نسب إليه، ولمّا فقد الأمل من عفو الخليفة قرّر الهروب من السّجن وهرب فعلًا.
تعتبر قصة ابن زيدون وولادة من أشهر الحاكايات التي شُغِل بها الناس زمنا وأثارت بينهم جدلًا كبيرا، وواحدة من أجمل القصص التي خلدها الأدب العربي، في عصر الأندلس بصفة خاصة. حيث بقيت قصة ابن زيدون وحبيبته ولادة حاضرة طيلة القرون الماضية وظهرت كتب كثيرة عن حبهما، كما ظهرت ايضا مسرحيات كثيرة جسدت معاناتهما كحبيبين في قصة حب تتداخل فيها مكائد السياسة. ولد أبو الوليد أحمد بن زيدون المخزومي بقرطبة سنة 394هـ/1003م. ويعد من أهم شعراء الأندلس في عصره. تمتع بمكانة عالية في المجتمع القرطبي بفضل ما أنفق في تعليمه من عناية، وما وهبه الله من ملكة طيبة. ظهرت مَلَكة الشعر عند ابن زيدون وهو في سن العشرين، ذلك أنه عندما توفي القاضي الفقيه ابن ذكوان، ألقى على قبره مرثية بليغة. ثم لم تلبث العلائق أن اتصلت بينه وبين ولاّدة أشهر نساء الأندلس، وإحدى الأميرات من بني أمية، فهي سليلة بيت ملك إذ أنها بنت الخليفة الأموي محمد بن عبيد الله بن الناصر لدين الله الملقب بالمستكفي بالله، فلما مات أبوها خرجت إلى مجامع الأدباء و العلماء. وتخليداً لحب ولادة وابن زيدون وضع لها نُصب تذكاري في ساحة مارتيليه في قرطبة وسمي "نُصب الحُب"، وفيه كفان كادا أن يلتقيان ويتلامسان، يحاكيان يد الشاعرة "ولادة بنت المستكفي" و يد حبيبها الشاعر "ابن زيدون".
قال الشاعر في البيت "من مبلغ الملبسينا بانتزاحهم حزناً مع الدهر لا يبلى ويبلينا"، بهذا البيت يكون غرض الشاعر هو الألم والحسرة والتوجع الذي جاء له وطلب من أحد بأن يبلغ للذي أدخل هذا الحزن المتجدد والدائم إلى قلبه وتركه يبلغه عما حدث له، "ويقصد الواشين الذين فرقوا بينه وبين محبوبته"، الصورة البيانية: هي التشبيه للشاعر لسيطرة الحزن عليه وهذا الحزن أصبح دائم عليه ومتجدد، ويكون الغرض من الاستفهام الموجود في هذا البيت هو أن يظهر حزنه وألمه وتوجعه. ويقول الشاعر في بيت "إن الزمان الذي ما زال يضحكنا أنسا بقربهم قد عاد يبكينا"، وهي رسالة أراد الشاعر توصليها لمحبوبته بالبيت السابق "من مبلغ الملبسينا ماذا يبلغم يا ترى؟" وهنا يقول الشاعر أن الضحكة صارت لبكاء دائم أو أنه ما زال يضحكنا بذاكرته الجميلة الخاصة بمحبوبته، ولكن قد تغيرت الأحوال في هذا اليوم لبكاء دائم، وفي هذا نلاحظ بأن الشاعر لا يذكر اسم حبيبته وهذا يعد إجلال ووفاء وتعظيم لها. والصورة البيانية في هذا البيت: شبه الشاعر الزمان في هذا البيت بأنه إنسان يضحك والتشخيص والتجسيد في الاستعارة المكنية، يوجد تضاد بين "يضحكنا ويبكينا". شرح وتحليل قصيدة ابن زيدون في الشرح والتحليل لقصيدة ابن زيدون إلى ولادة المستكفي نجد الشاعر استعمل الكثير من الألفاظ المؤلمة والجزلية في ذات الوقت لكي يعبر عن الذي يكون بداخله من الآلام التي نتجت عن العذاب والفراق وهو يراه في هذا الوقت هي أعز من دخلت وامتلكت قلبه، كما وضح بأن شوقه وحنينه له صعب كثير عليه وكم تمنى التقائه بها مرة أخرى، بل هذا الوقت هو الفراق والقدر الذي جمع بينهم.
قصيدة ولادة لابن زيدون، القصائد في اللغة العربية، هي واحدة من الأنواع الأدبية، والتي تندرج تحت قائمة الشعر، وتتكون من أبيات شعرية، يتكون كل واحد منها من شطرين، على أن يكون الكلام المكون لها كلاما موزونا ومقفى، ومنظوما وفقا لأح البحور الشعرية العربية، إلا أن هناك نوع من أنواع الشعر يدعى الشعر الحر. يختلف الشعر الحر عن الشعر العادي في أنه كلام غير مقفى، إلا أنه موزون، وينظم وفقا لأحد بحور الشعر بالعربية، ويكون الشعر الحر أشبه بالنثر، إلا أنه يتألف من أسطر شعرية متناسبة في عد الكلمات، وغير متساوية، ومن أبرز الشعراء العرب، الشاعرة ولادة بنت المستكفي، والشاعر ابن زيدون، قصيدة ولادة لابن زيدون. قصيدة ولادة لابن زيدون كاملة كانت تجمع كل من ابن زيدون وولادة بنت المستكفي علاقة حب قوية، فكانت هناك الكثير من القصائد المكتوبة بينهما، والتي منها ما هي قصائد غزل، ومنها ما هي رسائل عتاب ومنها ما تدل على المودة، قصيدة ولادة لابن زيدون. لَو كنـت تنصـفُ في الهـوى ما بينـنا. لم تهَـو جاريتـي ولم تتخـيّرِ. وَتركـتَ غصنا مثمـرا بجماله. وجنحـتَ للغصنِ الـذي لم يثمـرِ.
ومما يُحكى عن ولادة أنها مرت يومًا بدار ابن عبدوس وهو جالس بالباب وحوله جماعته من أصحابه، وأمامه بكرة تتولد من مراحيض وأقذار، فوقفت عليه وقالت: أنت الخصيب وهذه مصر فتدفقا فكلاكما بحر فلم يحر جوابًا، فمضت وحُفظت هذه النادرة واشتغل بها الناس. وهذا البيت لأبي نواس، قاله عندما جاء مصر يمدح واليها فتمثلت به ونقلته هذا النقل الحسن من المدح إلى الهجاء. ودامت على ولاء ابن زيدون أكثر مدة إقامته بقرطبة، فلما فر إلى إشبيلية تودد إليها ابن عبدوس، فاتصل بينهما وداد ربما قد بلغ درجة الحب. وكان ابن عبدوس قبل فرار ابن زيدون يسعى في استمالتها إليه، فلم يكن يقدر على ذلك. وبلغ خبر سعيه هذا مسامع ابن زيدون، فألَّف رسالة إليه على لسان ولادة، قرَّعه فيها وتهكم به، حتى صار يحفظها الناس لبلاغتها وقوة لذعها. وهي مشهورة تُعرف باسم: «رسالة ابن زيدون» وهي مطبوعة في كتاب على حدة، مشروحة بقلم ابن نباتة المصري. ولابن زيدون قصيدة عصماء شهيرة نظمها في ولادة، يتشوق إليها بعد فراره إلى إشبيلية، ويذكر لها ما يعانيه من فراقها ويأسه من لقائها، ويستديم عهدها، وقال فيها: أضحى التنائي بديلًا من تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا شوقًا إليكم ولا جفت مآقينا يكاد حين تناجيكم ضمائرنا يقضي علينا الأسى لولا تآسينا حالت لبينكم أيامنا فغدت سودًا وكانت بكم بيضًا ليالينا إذ جانب العيش طلق من تألفنا ومورد اللهو صافٍ من تصافينا وإذ هصرنا غصون الأنس دانية قطوفًا فجنينا منه ما شينا ليسق عهدكم عهد السرور فما كنتم لأرواحنا إلا رياحينا