medicalirishcannabis.info
حسن الظن بالله رغم تشعبه كمفهوم إلا أنه قد يتلخص برضى العبد بما أعطاه الله سبحانه وتعالى، والتوكّل عليه، ويُعد حسن الظن بالله تعالى ركيزةً مهمةً من ركائز الإيمان، وأصلًا عظيمًا من أصول العقيدة الإسلامية، وتزخر السنة النبوية بعد أحاديث عن حسن الظن بالله تعالى. عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني، إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ". عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت، فقال:" كيف تجدك ؟ قال: أرجو الله يارسول الله وأخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله مايرجو، وأمنه مما يخاف". عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل، قال:" ابن آدم أنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كأن منك ولا ابالي، ولو لقيتني بقراب الارض خطايا لقيتك بقرابها مغفرة ولو عملت من الخطايا حتى تبلغ عنان السماء مالم تشرك بي شيئآ، ثم استغفرتني، لغفرت لك ولا أبالي".
عن جابر بن عبد الله قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاث: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله جل وعلا". اقرأ أيضًا: أحاديث عن كثرة ذكر الله عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا". عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي، تبتغي، إذا وجدت صبيا في السبي، أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ قلنا: لا، والله وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لله أرحم بعباده من هذه بولدها". عن طلحة بن عبيد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إنما أنا بشر مثلكم، وإن الظن يخطئ ويصيب، ولكن ما قلت لكم: قال الله: فلن أكذب على الله". عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد". عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله قال: "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته".
عَنان السماء " بفتح العين، قيل: هو ما عنَّ لك منها؛ أي: ظهر إذا رفعتَ رأسك، وقيل: هو السحاب. و" قُراب الأرض " بضم القاف، وقيل: بكسرها، والضم أصحُّ وأشهر، وهو ما يُقارب مِلأَها، والله أعلم. الإنسان ينبغي له أن يكون طامعًا في فضل الله - عز وجل - راجيًا ما عنده. متى يحسن الظن بالله - عز وجل؟ يُحسن الظن بالله إذا فعل ما يُوجب فضل الله ورجاءه، فيعمل الصالحات ويحسن الظن بأن الله - تعالى - يَقبله، أما أن يحسن الظن وهو لا يعمل، فهذا من باب التمني على الله، ومَن أتْبع نفسه هواها وتمنَّى على الله الأماني، فهو عاجز. حسن الظن بأن يوجد من الإنسان عمل يقتضي حُسن الظن بالله - عز وجل - فمثلاً إذا صليتَ، أحسن الظن بالله بأن الله يقبلها منك، إذا صُمتَ فكذلك، إذا تصدَّقت فكذلك، إذا عملت عملاً صالحًا، أحسن الظن بأن الله - تعالى - يقبل منك، أما أن تُحسن الظن بالله مع مبارزتك له بالعِصيان، فهذا دَأْبُ العاجزين الذين ليس عندهم رأس مالٍ يرجعون إليه. ثم ذكر أن اللهَ - سبحانه وتعالى - أَكْرمَ مَن عبده، فإذا تقرب الإنسان إلى الله شبرًا، تقرَّب الله منه ذراعًا، وإن تقرب منه ذراعًا، تقرب منه باعًا، وإن أتاه يمشي أتاه هَرولة - عز وجل - فهو أكثر كرمًا وأسرع إجابة من عبده.
↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أسامة بن زيد بن حارثة، الصفحة أو الرقم: 96، اللفظ لأبي داود وفي مسلم نحوه.
- وروى معمر عن إسماعيل بن أمية قال: (ثلاث لا يعجزن ابن آدم، الطِّيرة، وسوء الظَّن والحسد. قال: فينجيك من سوء الظَّن أن لا تتكلم به، وينجيك من الحسد أن لا تبغي أخاك سوءًا، وينجيك من الطِّيرة أن لا تعمل بها) [1102] ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (9/261) - وقال قتادة: (إنَّ الظَّن اثنان: ظنٌّ يُنْجِي، وظنٌّ يُرْدِي) [1103] انظر: ((تفسير القرطبي)) (15/353). انظر أيضا: معنى حُسْن الظَّن لغةً واصطلاحًا. الفرق بين الظَّن وصفات أخرى. التَّرغيب في حُسْن الظَّن. فوائد حُسْن الظَّن.