medicalirishcannabis.info
ثم تُقام الصلاة، فيقرأ الإمام سورة الفاتحة، فيأتيه من نورها؛ كما جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "بينا جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضًا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: هذا بابٌ من السماء يُفتح اليوم لم يُفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملكٌ، فقال: هذا ملكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلَّم وقال: أبشِر بنورين أُوتيتهما لم يُؤتهما نبيٌّ قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرفٍ منها إلا أُعطيته، فيزداد نورًا على نور". ثم يقرأ الإمام شيئًا من القرآن بعد الفاتحة، والقرآن كله نور: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴾ [المائدة: 15]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴾ [النساء: 174]، ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52]، فيزداد نورًا على نور. وبجواره في الصف مُصلٍّ عليه من النورِ كنورِه، حتى يَمتلئ المكان نورًا؛ جاء في بعض الآثار أن الملائكة في السماء لتنظر إلى البيوت التي تقام فيها الصلاة، كما ننظر نحن إلى النجوم في السماء في المساء.
الصلاة نور - YouTube
أي نور تَبعثه تلك الفريضة العظيمة؟! سورة النور تسبقها سورة المؤمنون، وفي صدر سورة المؤمنون يقول الله عز وجل: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1، 2]، الصلاة هي السبيل إلى النور. ألسنا بحاجة إلى نور، وخصوصًا في هذا الزمان الذي اختلَط فيه الباطل بالحق والضلال بالهدى والشر بالخير؟! ألسنا بحاجة إلى نور نُبصر به الحقيقة، ونُبدد فيه الظلام، ونقتبس منه لإكمال السير إلى الله عز وجل على صراطه المستقيم؟! صورة عن الصلاة نور. الصلاة هي محل هذا النور، ونحن بحاجة إلى كمال التزود - كلما خَفَتَ - في خمس مرات على أقل تقدير كلَّ يوم وليلة. فيا مَن أراد النجاة في الدنيا والآخرة، الصلاةَ الصلاةَ وصيَّةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وميراثه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
الفوائد التربوية من الحديث: 1- أن الناس في هذه الحياة الدنيا على قسمين: الأول: من دان نفسه وعمل لما بعد الموت؛ فسعى في أسباب نجاتها وعتقها، والثاني: من توانى عن ذلك حتى أهلك نفسه وأوبقها في معاصي الله، قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 37 - 41]. 2- أن يعلم العبد أن الحرية الحقيقية هي الالتزام بطاعة الله تعالى، والهروب من رق الشيطان، قال ابن القيم رحمه الله: هربوا من الرق الذي خلقوا له وبلوا برق النفس والشيطان مرحباً بالضيف
التعليق الاسم البريد الإلكتروني الموقع الإلكتروني