medicalirishcannabis.info
بقلم: علاء الدين عبد الماجد علي المهدي الفريدة الأولى: مبلغ الرجال قوله تعالى:(فلما بلغ معه السعي) بمعنى أن الله تعالى قد وهبه غلاماً، فلما بلغ معه المبلغ الذي يسعى مع أبيه في أمور الدنيا معيناً على أعماله، قال يا بني إني أرى في المنام إني أذبحك؛ وقال مجاهد: فلما بلغ معه السعي، أي شب وأدرك سعيه سعي إبراهيم، مع ملاحظة أن إبراهيم - عليه السلام - كان كبيراً في السن، وكان في أشد الحوجة إليه، وقد بلغ حبه عنده مبلغاً عظيماً، فجاءه الأمر وهو على تلك الحال، فتعالوا نر ما فعله إبراهيم عليه السلام. فلما بلغ معه السعي تفسير مجمع البيان. كما حكى الله عنه في قوله: " قال: يا بني ، إني أرى في المنام أني أذبحك.. فانظر.. ما ذا ترى؟ " قال الإمام مقاتل: رأى ذلك إبراهيم عليه السلام ثلاث ليال متتابعات، وأضاف إلى هذا القول الإمام محمد بن كعب قولاً خلاصته: " كانت الرسل يأتيهم الوحي من الله تعالى أيقاظاً ورقوداً، فإن الأنبياء لا تنام قلوبهم. وهذا ثابت في الخبر المرفوع قال صلى الله عليه وسلم: (( إنا معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا))، وقد قيل: " إن إبراهيم رأى في ليلة التروية كأن قائلاً يقول: إن الله يأمرك بذبح ابنك ، فلما أصبح روى في نفسه أي فكر أهذا الحلم من الله أم من الشيطان؟ فسمي يوم التروية.
فسياق هذه الآيات موافق لسياق آيات سورة الذاريات ، مما يدل على أن المبشر به في السورتين هو شخص واحد وهو إسحاق عليه السلام. وانفرد مجاهد رحمه الله ، وقال: الغلام العليم هو إسماعيل ، ولم يوافقه أحد من العلماء على هذا القول ، بل حكموا بضعفه ورده. وهذه طائفة من أقوال العلماء ، في أن الغلام الحليم هو إسماعيل ، والغلام العليم هو إسحاق عليه السلام. قال ابن جرير الطبري (9/7626): "( قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) يعني: بإسحاق ، و (عليم) بمعنى عالم إذا كبر. ورُوي عن مجاهد في قوله: ( بِغُلامٍ عَلِيمٍ) قال: إسماعيل. وإنما قلت (ابن جرير): عنى به إسحاق، لأن البشارة كانت بالولد من سارّة، وإسماعيل لهاجَر لا لسارّة" انتهى باختصار. تفسير سورة الصافات الآية 102 تفسير البغوي - القران للجميع. وقال ابن كثير (4/299): "(وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) وهو إسحاق، عليه السلام، كما تقدم في سورة هود" واختار القرطبي أيضاً أن المراد بـ "الغلام العليم" هو إسحاق عليه السلام ، فقال: "(وبشروه بغلام عليم) أي بولد يولد له من سارة زوجته.... "ومعنى (عليم) أي: يكون بعد بلوغه من أولي العلم بالله وبدينه. والجمهور على أن المبشَّر به هو إسحق. وقال مجاهد وحده: هو إسماعيل ، وليس بشيء ، فإن الله تعالى يقول: (وبشرناه بإسحق).
والمسلمون في كل عصر يتأسون بإبراهيم طوافا وسعيا، وهرولة.. فرب العالمين كافأه مكافأة لم يكافئ بها نبي من الأنبياء. {كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}.. هنا تفسير جميل في هذه النقطة.. وهو أن الله عز وجل هكذا يثيب.. فإبراهيم ابتُلى بحسب الظاهر، ولم يقدّم شيئا، وإنما هي مجرد محاولة!.. فيا أيها المؤمنون!.. حاولوا، فنحن في مقام العمل نخفف عليكم.. أنت تظاهر بمظهر المطيعين، ونحن في مقام العمل نعينكم على اجتياز العقبات.. فإبراهيم لم يعمل شيئا {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}.. أي أن ولده قام من محله ومشى، وأخذه معه إلى المنزل. فإذن، إن الإنسان قد يبتلى ابتلاء قصيرا، وابتلاء شكليا.. ويريد الله منك أن تكون مستعدا لذلك.. والإنسان قد يبتلى بمرض، أو بأزمة مادية، أو بسجن الظالمين.. فيقول: يارب أنا مستعد وأتحمل إلى آخر أيام حياتي، وإذا بالفرج يأتيه بعد أيام قصيرة.. لم صارابراهيم(ع) خليلا?(102الصافات/ج23) – شبكة السراج في الطريق الى الله... وإذا به سجل اسمه في ديوان المجاهدين في هذه الأيام القصيرة. صوت المحاضرة: لم صارابراهيم(ع) خليلا? (102الصافات/ج23)
وسياق هذه الآيات تدل على أنه إسحاق لأنه قال: ﴿فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ﴾، ولا خلاف [[قول المؤلف رحمه الله هنا ولا خلاف أن هذا إسحاق. فيه نظر إذ الخلاف مشهور جدًّا في تحديد الذبيح، وإن كان الراجح والله أعلم أنه إسماعيل كما سيأتي معنا. ]] أن هذا إسحاق. قال: ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ﴾ فعطف بقصة الذبح على ذكر إسحاق، وقوله بعد ذكر هذه القصة: ﴿وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ﴾ قال عكرمة: بشر بنبوته [[انظر: "الطبري" 23/ 89، "القرطبي" 15/ 101، "زاد المسير" 7/ 78. ]]. وقال قتادة: بعد الذي كان من أمره [[انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 154، "زاد المسير" 7/ 87. ]]، غير أن محمد بن كعب احتج على أنه إسماعيل بقوله: ﴿فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ﴾ قال: يقول بابن وابن ابن، فلم يكن يأمره بذبح إسحاق ولد من الله من الموعود ما وعده [[أخرجه: الطبري في "تفسيره" 23/ 84، والحاكم في "المستدرك" "كتاب التاريخ" ذكر إسماعيل بن إبراهيم صلوات الله عليهما 2/ 555، ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في "الدر" 7/ 106، وزاد نسبته لعبد بن حميد عن محمد بن كعب. وقد قال أبو إسحاق: (الله أعلم أيهما الذبيح [[اختلف العلماء قديمًا وحديثًا في تعيين الذبيح من هو من ولدي إبراهيم، هل هو إسماعيل أم إسحاق إلى ثلاثة أقوال: فمنهم من يرى أنه إسماعيل، وقد ذكر المؤلف بعضًا ممن قال بهذا القول.