medicalirishcannabis.info
قصي بن كلاب | فارس قريش وسيد مكه - المنفي الذي استرد حكم الكعبه الى قريش.! - YouTube
أدرك وجهاء قريش خاصة، وأهل مكة عامة ما عليهم من واجبات نحو الكعبة والحجاج، فقد كانوا يرون لأنفسهم حق الحرمة والاختيار على العرب؛ بسبب اختصاصهم بكرامة جوار البيت الحرام، ويعتبرون أنفسهم أهله وأولياءه، كما كانوا يدركون مركز بلدهم، وما أنعم الله عليهم من كرامته وقدسيته؛ ولذا تضامنوا في القيام بواجبهم نحو وفود الحجاج من ترحيب وإكرام، باعتبارهم ضيوف بيت الله الذي في بلدهم، والذين هم سدنته. وكانت المناصب في قبيلة قريش خمسة عشر منصبًا، قسمتها قريش بين بطونها المختلفة لتحفظ التوازن بينها، وتمنع تنافرها أو تنازعها؛ ولتحفظ لقريش وحدتها وتماسكها، ولتوفر لمكة الهدوء والسلام اللازمين؛ لتشجيع الحجاج والتجار على الرحيل في كل عام إلى مكة، وكانت أشرف هذه المناصب السدانة والسقاية والرفادة.
وقد عاش محمد صلى الله عليه وسلم مع جده (عبدالمطلب) الذي أحبه وقرَّبه إليه، وكان يأخذه معه إلى الكعبة وسط أعمامه، ويجلسه بجواره، ويربت على ظهره بحب، وقد مات عبدالمطلب ومحمد صلى الله عليه وسلم ما يزال في الثامنة ولم يرث شيئًا، فأخذه عمه (أبو طالب) - كبير بني هاشم، وصاحب المكانة الرفيعة في مكة - برغم أن أعماله التجارية كانت في هبوط، وأحب أبو طالب محمدًا صلى الله عليه وسلم حبًّا كبيرًا، وكذلك أحبه أعمامه [10]. ونهض (أبو طالب) بحق ابن أخيه على أكمل وجه، وضمه إلى ولده، وقدمه عليهم، واختصه بفضل احترام وتقدير، وظل فوق أربعين سنة يعز جانبه، ويبسط عليه حمايته، ويصادق ويخاصم من أجله [11].